الجنوب.. مستقبل الأمن العربي
لا شك أن حق إقامة دولة الجنوب على حدود ما قبل اجتياحها، لا يقبل المساومة أو التفريط، أو التسويف، بغض النظر عن مكاسب الأطراف الإقليمية منه.
إلا أن المطلب الشعبي بفك الارتباط، على قدر ما يحمل في طياته رغبة وطنية، إلا أنه يأتي بأبعاد تتجاوز حدود دولة الجنوب، بشكل يضمن مقتضيات الأمن العربي على البوابة الجنوبية.
فدولة الجنوب، كانت – قبل اجتياحها في السابع من يوليو 1994 - لاعبًا أساسيًا في منظومة الأمن الدولية، وحارسًا أمينًا على الملاحة البحرية، وطرفًا أصيلًا في مكافحة الإرهاب.
وعلى الرغم من محاولات الاحتلال اليمني على مدار أكثر من ربع قرن طمس حدود دولة الجنوب، إلا أنها بزغت تلقائيا، بحامل رايتها وتطلعات شعبها، المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قاد معارك تطهير أرض الجنوب من العدوين اللدودين، مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتنظيمات الإرهابية.
والدليل على ما سبق، أن السنوات الماضية من الصراع مع مليشيا الحوثي، لم ترفع راية انتصار غير علم الجنوب، على عكس ما شهده اليمن، من احتضان شعبي للمليشيا وأفكارها، بل والتنظيمات الإرهابية نفسها التي تجد مرتعًا في مأرب والبيضاء.
إن دولة الجنوب بقدر ما هي مطلب شعبي، ومظلومية تاريخية، إلا أنها قضية عربية بامتياز، كما أنها قادرة على استعادة مؤسساتها سريعًا، على الرغم من عقود التجريف، بفضل ثرواتها، ورغبة أبنائها في طي صفحة الاحتلال ومآسيه.