دروس فعالية سيئون

د. عيدروس النقيب

للمتخرصين والمتحذلقين، الذين ما انفكوا يشككون بوحدة الموقف الجنوبي قالت اليوم سيؤون ووادي حضرموت كلمتهما، وما قاله أبناء الوادي هو تلخيص لما يود أن يقوله كل جنوبي، من صرفيت ونشطون حتى رأس العارة وميون وزقر وسقطرة.

الذين في نفوسهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً، لا يرغبون في الاقتناع بأن كل الجنوب يرفض نتائج ٧/٧ وقواتها وسادتها ، ويصرون على أن "الانتقالي يريد نشر الفوضى".

هم لا يرغبون في إرهاق انفسهم في البحث عن أجابة جادة عن السؤال: لماذا يرفضهم الجنوبيون؟ ، لأن الإجابة الجادة ستكون صادمة لهم، لذلك يلجأون إلى الإجابة الزائفة، وهي أن "الانتقالي يريد نشر الفوضى" وينسون عشرات ومئات الآلاف التي تحتشد من كل حدب وصوب تلبية لدعوة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ورفضا لسلطة ٧/٧، التي ما تزال هي المتحكم في صناعة القرار الرسمي الصادر من الرياض، مثلما تحكمت في صناعة القرار الصادر من صنعاء على مدى ربع قرن.
يا هؤلاء!
طوروا غباءكم، وقولوا مثلا إن المشاركين في فعالية سيئون ليسوا كل الجنوبيين، أو إن قوات ابو العوجاء تحترم الديمقراطية ولم تقتل كل المحتجين.
طبعا لن "تزبط" معكم هذه، لأن أحداً لم يقل أن الحتجين في سيئون هم كل الجنوبيين، ولأن قوات ابو العوجاء خذلتكم وطاردت بعض الوافدين إلى سيؤون وأصابت البعض واعتقلت البعض، وقطعت الطريق على البعض الآخر، لكنها فشلت في إفشال الفعالية، لذلك تفضلون غباءكم المزمن، وهو "نشر الفوضى".

لكننا نذكركم أنكم خرجتم ذات يوم للتظاهر ضد نظام عفاش، قبل أن تسلموا الراية لخاطفي الثورات والشرعيات، ولم تقولوا أن هذا "نشر للفوضى"، مع العلم أن الوضع المعيشي للناس كان حينها أقل سوءً مما هو عليه اليوم وكان الفساد أقل مما هو عليه اليوم في ظل سلطتكم الهاربة ، وهذه ليست شهادة لنظام عفاش، لأن الفساد هو الفساد والقبح هو القبح وما الفارق إلا في أمرين: الأول أن نظام عفاش كان يمارس فساده وقبحه من العاصمة وأنتم تمارسون فسادكم وقبحكم وانتم هاربون، والثاني في الحجم ومساحة الانتشار.
يا هؤلاء.
اخجلوا من أنفسكم قليلا واعترفوا أن الجنوب واحد، وأنكم مرفوضون في كل الجنوب، وعودوا إلى جبهاتكم الحقيقية لاستعادة عاصمتكم ودياركم وحرروا مواطنيكم من تنكيل الحوثي فالجنوب لم يعد يقبل بأن يكون وطنا بديلا لكم.
ومن باب المنطق إن الهارب من أرضه لا يصلح أن يكون حاكما لأرض غيره.
هل فهمتم الدرس أم تريدون تكراره غدا في المكلا والغيضة وأبين؟؟
ليتكم تفهمون ولو لمرة واحدة وتكفون عن عنادكم الأحمق ! ! !


مقالات الكاتب