أولوية لمصالح الجنوب.. دبلوماسية الانتقالي تبدد دعاوى القلق
رأي المشهد العربي
في تحركات دبلوماسية عاجلة هادئة، أحسن المجلس الانتقالي الجنوبي التعاطي مع ما تناولته أطراف دولية، خاصة سفارة الولايات المتحدة باليمن، عن الأوضاع في محافظات الجنوب العربي.
جاءت تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي عبر اتصالات رسمية من خلال الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري ، وأبرزته وسائل إعلام عديدة محلية وعربية وعالمية.
تصريحات المتحدث تكشف عن أن المجلس الانتقالي الجنوبي حرص على تناول ثلاثة أمور مهمة: الأول التعليق بشكل تفصيلي على ما تردد عن قلق البعض مما يحدث في الجنوب من هبّات شعبية ومسيرات سلمية.
وغيرُ خافٍ على منصف أن مبعث تلك الهبات الشعبية تزايد معاناة الشعب الجنوبي نتيجة الحروب العسكرية، وحروب الخدمات، وعمليات القمع والاعتقال والخطف والإخفاء القسري للمواطنين المدنيين على أيدي جحافل الشرعية الإخوانية، وتنظيماتهم الإرهابية، وهي أمور لا تقبلها الشعوب الأبية، كما لا ترضاها بحال القوى المحبة للسلام في العالم.
ولا يخفى على القوى المحبة للسلام في العالم إلى أي حد بلغ "استهتار" قوى الاحتلال الإرهابية واستخفافها بحقوق الجنوبيين لدرجة محاصرتهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والدبابات والمصفحات في "لودر" لإجبارهم على تسليم إداة الأمن بالمدينة لإرهابي ينتمي لتنظيم القاعدة في إطار مؤامرة كبيرة لنشر التنظيمات الإرهابية في محافظات الجنوب.
أما ثاني الأمور التي أشار إليها المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن ما تناولته الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس وبشكل تفصيلي في تواصلها مع الجانب الأمريكي فهو تقدير المجلس الانتقالي الجنوبي أي جهود عاجلة تنهي القتل والقمع والجرائم التي يتعرض لها المدنيون في الجنوب.
ويعد هذا مطلبا جنوبيا عاجلا توجه به المجلس الانتقالي الجنوبي إلى المجتمع الدولي في مناسبات عديدة بعد أن تمادت قوات الاحتلال اليمني في قتل المدنيين الجنوبيين، وقمعهم، وارتكاب مئات الانتهاكات اليومية بحقهم.
ولاتزال الآمال معلقة على تحرك المجتمع الدولي بإيجابية للضغط من ناحية على الحوثيين لوقف الحرب، والضغط على الشرعية الإخوانية الإرهابية من ناحية أخرى للكف عن انتهاكاتها المتكررة وعبثها بحقوق الجنوبيين.
أما ثالث الأمور التي أشار إليها المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي؛ فتمثل في الترحيب بأي دعوة للشروع الفوري في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
واستكمال تنفيذ الاتفاق بشقيه السياسي والعسكري من أهم مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي، لم يتخلف عن المناداة به منذ توقيع الاتفاق في الوقت الذي تتهرب فيه الشرعية الإخوانية الإرهابية من تنفيذه بوسائل شتى، تشمل افتعال المعارك، وإثارة المشاكل، وزيادة الانتهاكات بحق الجنوبيين.
جاءت نظرة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى "تعبيرات القلق" على ألسنة بعض المسؤولين الدوليين نظرة إيجابية استهدفت استثمار جهودهم في الدفع نحو تنفيذ اتفاق الرياض بعد أن أكدوا أهميته في إنهاء الأزمة، وحل كثير من المشاكل الحالية.
الأمر نفسه بدا واضحا في تصريحات القيادي الجنوبي عمرو البيض، ممثل رئيس المجلس الانتقالي للشؤون الخارجية، الذي رحب بدعوات تطبيق اتفاق الرياض، ومنع التوتر وأعمال القمع في أنحاء الجنوب. وعبر عن تقديره للاهتمام الدولي بالجنوب، مشددًا على أن استقراره خطوة مفصلية لاستقرار المنطقة.
ودعا إلى إلزام الشرعية الإخوانية بتنفيذ التزاماتها الواردة في اتفاق الرياض، وعلى رأسها تحقيق التنمية وتحسين الخدمات واستكمال الجوانب السياسية والإدارية والعسكرية من الاتفاق.
هذه دبلوماسية الانتقالي الهادئة التي ترعى مصالح شعب الجنوب رعاية كاملة، وتضعها في مقدمة أولوياتها، فلا تدخل في جدل لا جدوى منه، أو ترفع شعارات لا طائل من ورائها، ولا تخطط للصدام وادعاء البطولة، فرائدها دائما مصلحة الوطن الجنوبي وأهله.