أجندة إيران.. سياسة التغذي على الإرهاب
تتخذ أسلوب العنف والعداء وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط خاصةً والعالم عامةً، نهجًا لها؛ لتحقيق أغراضها الخبيثة من خلال دعم الإرهاب وتقديم الملاذ الآمن لهم لبث الفوضى في كل مكان لها أطماع فيه.
إيران والإرهاب وجهان لعملة واحدة.. فدائمًا يتهم العالم إيران بتمويل العناصر والجماعات الإرهابية وتوفير المعدات والأسلحة اللازمة لتدريبهم؛ حتى يكونوا أذرعها في الدول التي تستهدف إسقاطها ونشر العنف بها، فضلاً عن تثبيت نفوذها.
تمتلك الدولة الراعية للإرهاب، ذراعًا رئيسية مسؤولة عن العمليات الإرهابية الخارجية وهي "فيلق القدس التابع للحرس الثوري"، ومليشيات ومنظمات مسلحة تنتشر في دول عربية عديدة تسعى لزعزعة استقرارها؛ كالمليشيا الحوثية الإرهابية التي وجدت فيها منذ زمن بعيد أداةً قويةً لتنفيذ مشروعها في اليمن، فأمدّتهم بالعتاد والسلاح لتدخل البلاد في دوامة من العنف.
قولًا وفعلًا إيران تقف خلف الاعتداءات التي تطال الدول؛ بتوجيهاتها وإمدادها لمليشيات الحوثي الإرهابية؛ تقع الأراضي السعودية ضحيةً لتلك الأفعال؛ حيث يوجّه النظام الإيراني دائمًا مليشياته لضرب أراضي المملكة جوًا من خلال طائرات دون طيار مفخخة "حوثية"، مستهدفة بذلك الأعيان والمدنيين والمناطق الاستراتيجية المهمة.
وفي مناطق حدودية عدّة بسوريا ولبنان، تبسط إيران ومليشياتها "حزب الله" نفوذها؛ حيث تمتد قبضة القوات الموالية لإيران إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، والتي غالبًا ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى مليشيات حزب الله في الجولان ولبنان.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المليشيات الموالية لإيران في سوريا، عمدت مجددًا إلى إعادة التموضع في ريف دير الزور الشرقي المتاخم للحدود مع العراق، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، في محاولة منها للتمويه لتفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها من قبل التحالف العربي والدولي.
وبعد انحسار حدة القتال في الحرب داخل سوريا، خاصةً مع تراجع المعارضة إلى محافظة إدلب وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت المليشيات الإيرانية ذات نفوذ في مناطق عدة في البلاد، تستغله العاصمة طهران لمصالحها الخبيثة في المنطقة؛ حيث تحاول بكل قوة المحافظة على وجود لها على الحدود السورية العراقية، باعتبار ذلك نقطةً رئيسيةً في خط إمداد مليشيات حزب الله اللبناني، أبرز وكلائها في المنطقة.
لدى إيران أولوية تدفعها للتضحية بالسلام الإقليمي، تتمثل في مشروعها التوسعي التدميري وهو امتلاك السلاح النووي، للهيمنة على منطقة الخليج وتعزيز تواجدها الإقليمي، إضافة إلى بسط نفوذها في العالم وإعلانها بأنها قوة عظمى لا أحد يستطيع أن يقف أمامها، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ قرار بفرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها.
إرهاب إيران من خلال مليشياته المسلحة مازال يواصل الإعلان عن نفسه في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وبعض الدول الأخرى، لتنفيذ أجندة خبيثة تسعى وراءها لتحقيق أطماعها.