أفغانستان في قبضة طالبان
ازداد نفوذ حركة طالبان المسلحة في أفغانستان مُجددًا بعد إعلان أمريكا ومن بعدها عدة دول أوروبية، الانسحاب من الدولة الواقعة في شرق آسيا، والذي بدأ تنفيذه فعليًا منذ شهر مايو الماضي، ووعدت باستكماله في 11 سبتمبر المقبل.
الفراغ الأمني واسع النطاق الذي صنعه الجيش الأمريكي وشركاؤه بحلف "الناتو" في أفغانستان، شجّع الحركة المسلحة في بسط نفوذها والسيطرة على معظم الأراضي الأفغانية، متأثرة بذلك الدولة الآسيوية والحدود المجاورة لها مثل باكستان الذي حذّر وزير خارجيتها شاه محمود قريشي، من غلق حدود بلاده مع أفغانستان.
بعلمٍ أبيض يرفرف أظهرته مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت نقطة حدود مهمة بين أفغانستان وباكستان، تقع تحت سيطرة الحركة المسلحة، وهي "معبر سبين بولداك"، بالقرب من قندهار، كما سيطرت أيضًا على معبر حدودي مع إيران.
وتتواصل الأعمال القتالية، حسب وسائل الإعلام، في ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان، بعد تركها الآلاف من العائلات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، عقب استيلاء حركة طالبان على منطقة مرورة بولاية كنز شرقي البلاد على الحدود مع باكستان.
طالبان عملت على توسيع رقعة الأراضي الخاضعة لها في أفغانستان؛ حيث أعلنت سيطرتها على أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، ونحو 13 مديرية على الأقل في ولايتي بدخشان شمال شرقي البلاد وقندهار في الجنوب، بجانب منطقة نوى في إقليم هلمند.
سيطرة طالبان على معظم المدن في أفغانستان، دفعت أكثر من 1000 شخص من أفراد قوات الأمن الأفغانية، إلى الهروب لطاجيكستان، في حركة فرار وصفتها صحيفة "ذا هيل" الأمريكية بأنها الأكبر التي شهدتها البلاد حتى الآن؛ حيث أعلنت خدمة حرس الحدود في طاجيكستان، عن تحرّك 1037 جنديًا أفغانيًا عبر الحدود بإذن منهم بعد أن استولت الحركة على مناطق في شمال أفغانستان.
تحقيق مسلحي الحركة في الأسابيع الأخيرة تقدمًا ملحوظًا بسيطرتهم على عددٍ كبيرٍ من القواعد العسكرية التابعة للقوات الحكومية، وأخذ سلسلة من النقاط الحدودية من أيدي القوات الأفغانية، ضاعف المخاوف الروسية التي دفعت مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان، زامير كابولوف، إلى توجيه تحذير شديد اللهجة لطالبان، من أي محاولات للإضرار بأمن حلفاء موسكو في آسيا الوسطى.
ورغم إصرار أجهزة الاستخبارات الأمريكية والقادة العسكريين وأعضاء الكونجرس على عدم قدرة الحكومة الأفغانية على الوقوف في وجه حركة طالبان المسلحة بدون دعم عسكري أمريكي، إلا أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وتبعته دول عدة أعلن إنهاء المهام القتالية في أفغانستان.