الشرعية الإخوانية على خطى داعش والقاعدة

الجمعة 16 يوليو 2021 18:03:44
testus -US

رأي المشهد العربي

تعددت وقائع الاشتباكات التي اندلعت بين عناصر مسلحة محسوبة على الشرعية الإخوانية الإرهابية خلال الفترة الماضية، وخلفت وراءها فوضى عارمة في المناطق التي وقعت فيها، وتزايدت وتيرتها بعد أن تحول ما يسمى بـ"جيش الشرعية" إلى مليشيات إرهابية وفصائل مسلحة لديها اختلافات فيما بينها على حصد الغنائم وتوزيع المكاسب، الأمر الذي يظهر واضحًا في محافظتي شبوة وتعز الواقعتين تحت سيطرة مليشيات الإخوان.

شهدت محافظة شبوة خلال الأيام الماضية اشتباكات طاحنة بين فصائل الإخوان بمدينة عتق، ما أدى إلى مقتل إرهابي وإصابة خمسة آخرين، وسط حالة من الفوضى تعيشها المدينة على وقع استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في نطاق واسع بين العناصر الإرهابية دون أن يكون هناك جهة أمنية لديها القدرة على وقف وتيرة هذه الاشتباكات أو التعامل معها.

ما حدث في شبوة تكرر مرات عديدة في أماكن أخرى تشهد يوميًا اشتباكات بين عناصر مسلحة عديدة تنتشر في شوارع ومدن ومديريات المحافظة، وهي عناصر جميعها خاضعة لسلطة الإخوان الإرهابية.

تمضي الشرعية الإخوانية على نفس الطريق الذي ذهبت فيه من قبل تنظيمات القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المسلحة، حينما يكون هناك تداخل في المصالح بين هذه الأطراف فإنها تلجأ للصراع المسلح فيما بينها لفرض هيمنتها.

وهذا تحديدا ما حدث في سوريا والعراق وليبيا من قبل ويتكرر حاليًا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية.

يمكن القول إن الأوضاع في مناطق الشرعية قد تكون أكثر خطرا، لأنها مسيطرة على مفاصل الدعم المالي والعسكري المقدم إليها، كما أن الصراعات فيما بينها تكون بين أطراف عديدة فهناك التشكيلات العسكرية الخاصة بحزب الإصلاح والتي تسيطر على ما يسمى "قوات الجيش" وهناك عناصر من تنظيم القاعدة، وهناك مرتزقة جاءت بهم من محافظات الشمال، وآخرين جندتهم من دول إفريقية بفعل دعمها للهجرة غير الشرعية وتهريبها إلى مناطق نفوذها.

فقدت الشرعية إلى حد كبير السيطرة على المليشيات المسلحة التي توظفها لمعاداة الجنوب، واستهداف الأبرياء، لأن جيشها ليس لديه قوة على الأرض، وأضحت المرتزقة التي تستعين بها تمتلك قدرة على التمدد ومن ثم أضحى من الصعب ترويضها، وهو ما يفسر توالي الاشتباكات التي وقعت أخيرا.

عمدت مليشيات الإخوان على تفريغ قوات الجيش من أي عناصر لديها خبرات عسكرية واستعانت في المقابل بأتباعها من المنتمين إلى مليشيات الإصلاح، وهو ما أدى إلى تحول القوات النظامية إلى عناصر مسلحة إرهابية لديها نفس رغبة المليشيات الحوثية الساعية لإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة للاستفادة من تجارة الحرب الرابحة بالنسبة إليها، وهو ما انعكس على تصرفاتها على الأرض.