تهريب النفط.. جريمة يدفع ثمنها الأحياء والأموات في الجنوب
دفع الأحياء والأموات معًا ضريبة تهريب سلطة الإخوان الإرهابية نفط شبوة، وذلك بعد أن تسببت تلك الجريمة في أزمة انقطاع الكهرباء لساعات وأيام طويلة عن مديريات المحافظة وأضحى ملايين المواطنين يعانون ويلات الحر القاسي وتبعاته الاجتماعية والاقتصادية عليهم، كما أنها تسببت في تحلل جثث المتوفين داخل ثلاجات المستشفيات نتيجة لانقطاع التيار عنها وعدم وجود بدائل من الممكن أن تلجأ إليها المنشآت الطبية للحفاظ عليها.
تسبب انقطاع التيار الكهربائي وتعطل ثلاجة الموتى بمستشفى عتق العام بمحافظة شبوة، في تحلل الجثث وتعفنها، وبحسب مصادر طبية بالمستشفى فإن العطل أصاب الثلاجة منذ أسبوع دون أن يتم إصلاحه، مشيرةً إلى أن غالبية الجثث المتواجدة في الثلاجة لأشخاص على ذمة قضايا جنائية ولم يتم فحصها من قبل الطبيب الشرعي.
واتهمت المصادر، إدارة المستشفى التابعة لسلطة الإخوان في شبوة، بالفساد وعدم تحملها المسؤولية، لافتةً إلى أن الإدارة تنهب إيرادات المستشفى دون أن تقوم بواجبها في إصلاح الثلاجة، وبالتالي فإن السلطة المحسوبة على مليشيات الإخوان أضحت متورطة في جريمة تهريب النفط الذي أدى بشكل مباشر لأزمة كهرباء متفاقمة، وكذلك فإنها تورطت في الإهمال الجسيم نتيجة عدم إصلاحها الأعطال التي دائما ما تنتج عن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
وفي الوقت الذي لم تجد فيه المستشفيات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تحافظ على عمل الثلاجات فإن المليشيات الإخوانية أقدمت على تهريب نحو مليوني برميل من نفط شبوة قامت ببيعها مقابل أكثر من 140 مليون دولار تذهب عوائدها إلى الشرعية الإخوانية والقيادات الفاسدة والعناصر المتورطة في عمليات إرهابية، وذلك عبر ناقلة النفط العملاقة (كاليديا)، والتي رحلت أمس السبت عن ميناء النشيمة النفطي في مديرية رضوم بمحافظة شبوة.
ويدفع السجناء أيضًا ضريبة تهريب النفط، إذ حذرت مديرية أمن الحوطة في محافظة لحج، اليوم الأحد، من تداعيات انقطاع الكهرباء في سجن الحوطة على مصير 42 موقوفًا وموقوفة، والذين يعاونون في غرف الاحتجاز الضيقة، نتيجة الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة، وانقطاع الكهرباء، وسط مخاوف من وقوع انتكاسات صحية بين المحتجزين، الذين يعانون بالأساس أوضاع صعبة نتيجة سوء حالة السجون.
وتعرض عدد كبير من مديريات ومحافظات الجنوب إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال الأيام الماضية والذي تشهد فيه تلك المناطق موجة حر قاسية، وهو ما تكون له آثار سلبية على قدرة المواطنين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بل أن احتياجاتهم اليومية من الغذاء والمياه قد لا يستطيعون توفيرها بسبب عدم قدرتهم على تخزينها وانعكاس الأمر بشكل مباشر على محطات المياه التي تتعرض لأعطال عديدة هي الأخرى.
ورغم اشتداد الأزمة وتأثيراتها على قطاعات واسعة من المواطنين قبل ساعات قليلة من قدوم عيد الأضحى المبارك إلا أن الشرعية الإخوانية تمضي في عمليات التهريب في أكثر من منطقة تتواجد فيها بالجنوب، ولعل إقدام الأجهزة الأمنية في مديرية الضليعة بمحافظة حضرموت، اليوم الأحد، على ضبط محطة تُستخدم في تهريب المشتقات النفطية للسوق السوداء، وإلقائها القبض على المتورطين في الجريمة فضح جزء من هذه الممارسات.
لا تهتم الشرعية الإخوانية كثيراً بالأوضاع الحياتية للمواطنين في ظل أزمة الكهرباء الطاحنة والتي أضحت سمة أساسية على مدار العام، وما يهمها أن تحصل على عوائد مالية كبيرة من عملية تهريب الوقود إلى جانب حصولها على عوائد أعلى حينما تدفع لبيع المشتقات النفطية في السوق السوداء وتعمل على استغلال المواطنين الذين لا يجدون مفراً سوى اللجوء إليها للتخفيف من وطأة النتائج الكارثية للأزمة.