رسالة الانتقالي في العيد.. التكاتف والتآخي مفتاح استعادة الدولة
رأي المشهد العربي
بعث الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال استقباله وفود المهنئين بعيد الأضحى صباح أمس الثلاثاء، بالعاصمة عدن، جملة من الرسائل المهمة إلى كافة أبناء الجنوب.
أكد الرئيس الزُبيدي أهمية التراحم والتآخي بين نسيج المجتمع الجنوبي، بما يعبر عن أن هناك إدراكا سياسيا لأهمية الوقوف على قلب رجل واحد لتحقيق الهدف الأسمى، يتمثل في استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة.
وأشار الرئيس الزُبيدي، خلال استقباله المهنئين بعيد الأضحى من كافة فئات المجتمع، إلى أهمية ترسيخ روح التآخي، والتراحم بين أوساط المُجتمع الجنوبي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن الجنوبي، وشدد على أهمية تضافر جهود أبناء الجنوب كافة.
حملت كلمات الرئيس الزُبيدي جملة من المعاني المهمة، إذ أنه برهن على أن الانتقالي يعبر عن القضية الجنوبية من منطلق التوافق الشعبي ومساعيه نحو الحصول على دعم كافة أبناء الجنوب، وتجاوز أي رؤى ضيقة قد يوظفها أعداء الجنوب لعرقلة جهود استعادة الدولة، وأن عيد الأضحى المبارك يعد مناسبة لاستكمال جهود الانتقالي التي بدأها لتوحيد المجتمع الجنوبي نحو إنجاز قضيته العادلة.
يدرك الانتقالي أن هذه الفترة من تاريخ القضية الجنوبية تعد مصيرية، لأن هناك تعاونا إرهابيا شمالي يستهدف إدخال الجنوب في فوضى عارمة لإثنائه عن تحقيق أهدافه، وأنه كلما حقق الانتقالي نجاحات على طريق استعادة الدولة كلما تضاعف حجم المؤامرات الإرهابية على الجنوب، ولعل وجود حالة من الزخم الدولي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام شامل يجعل جرائم تلك القوى تستعر في وجه أبناء الجنوب.
لدى الانتقالي اقتناع بأن معاداة الجنوب لا تكون فقط من خلال العمل العسكري المباشر أو العمليات الإرهابية التي تقوم بها الشرعية الإخوانية أو مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ويدرك أن الحروب الحديثة تسعى لتفتيت المجتمع لتسهيل ممارساتها الاحتلالية، وهو ما ترتب عليه محاولة تلك القوى اختراق الجنوب عبر تشكيل كيانات وهمية ليس لها علاقة بالجنوب وإنما مسميات تحمل الاسم فقط.
يعي الانتقالي جيدا محاولات الشرعية تغيير البيئة الديموغرافية في الجنوب عبر عمليات سرقة الأراضي، وطرد المواطنين منها بالقوة، من أجل إفساح المجال أمام توطين العناصر الإرهابية التي تزج بها من محافظات الشمال، ومحاولتها خلق ظهير شعبي لها بالجنوب، وهو أمر لابد أن يكون التعامل معه أولا عبر تحقيق التكاتف والتآخي بين المواطنين وتشييد حائط صد شعبي أمام هذه المؤامرات.
تقوم سياسية الانتقالي على توفير بيئة مواتية في الجنوب تدعم جهوده الدبلوماسية لاستعادة الدولة، ويعمل على تحصين المجتمع الجنوبي من مؤامرات التفتيت التي تستهدفه، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين أبناء الجنوب الذين بحثوا عن كيان سياسي جامع يقود قضية الجنوب أمام المحافل الدولية.