سيول وأمطار وأمراض.. الجنوب يواجه مخاطر حرب الخدمات
كشفت كارثة السيول التي ضربت عدة مناطق في الجنوب خلال اليومين الماضيين، عن حجم الإهمال الكبير الذي ارتكبته، عن عمد، مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية في قطاع الخدمات العامة، بما فيها المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها.
عانت مناطق عديد بوادي حضرموت ولحج وأبين وشبوة من هطول الأمطار بغزارة، وتدفق مياه السيول على مدار الساعات الطويلة الماضية، ليُدلل ذلك بوضوح على فساد الإدارات الإخوانية، وتعمدها تدمير الخدمات في الجنوب، فيما يُعرف بـ "حرب الخدمات".
دفع أهالي الجنوب، ثمنا باهظا للفساد والإهمال الإخواني، تمثل في تضرر العديد من المنازل والمملتكات الخاصة، إلى جانب غرق الشوارع والأراضي الزراعية، وانهيار الطرق وحدوث حفر بها.
انشغلت مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية عن تطوير الخدمات وتوفيرها وتأهيل شبكات صرف المياه وتمهيد الطرق لاستيعاب كميات مياه الأمطار والسيول، بتضخيم ثروات قياداتها عبر السرقة والنهب وفرض الضرائب والجبايات، وإدارة عصابات التقطع.
خلال يومين فقط، دمرت السيول عشرات السيارات، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في مديريتي بيحان ونصاب بمحافظة شبوة، إلى جانب قطع طرق حيوية ورئيسية بالجنوب، مثل الطريق الدولي بين ساحل ووادي حضرموت، والطريق الرئيسي بين مديريتي الحبيلين وحبيل جبر، وخط "المهرة ـ حضرموت ـ أبين ـ عدن" الدولي.
أحدثت السيول الجارفة التي ضربت منطقة الهجرين بوادي دوعن في محافظة حضرموت، أضرارًا بالغة بالطرق الرئيسية وممتلكات المواطنين، وكذلك طرق وأحياء مديرية حبيل جبر في لحج، بالإضافة إلى كوارث أخرى تتعلق بانهيار الطرق وتضرر الشوارع الجانبية التي يستخدمها المواطنون في تحركاتهم اليومية.
عبر لسان حال الجنوب عن حجم الجرائم التي وقعت فيها مليشيات الشرعية الإخوانية ابتداءً من إهمال الخدمات بعدم تصميم شبكات مياه قادرة على استيعاب السيول، وتحويلها إلى مياه يستفيد منها السكان في الزراعة والشرب وغيرها من الأمور، فينتهي بها الأمر في البحر أو تحولها لمستنقعات بالشوارع كما حدث في عدة مناطق بمحافظة أبين.
قطاع صرف المياه من القطاعات الأكثر تأثرًا خلال الفترة الماضية إلى جانب الكهرباء، حيث تعالت أصوات المواطنين الداعين إلى إصلاح شبكات الصرف وإيجاد حلول لها، في ظل تسبب مستنقعات المياه في انتشار الأمراض والأوبئة في مختلف المناطق، دون أن تستجيب سلطة الإخوان الإرهابية.
الأوضاع الخدمية السيئة بالجنوب تحتاج إلى وقفة وعمل مستمر قد يستغرق سنوات، حتى يتم انتشالها من أزماتها التي لحقت بها جراء فساد مليشيا الشرعية الإخوانية على مدار السنوات الماضية، والتي اتخذت من الجوانب الخدمية مجالا لعقاب أبناء الجنوب الأبرياء، الذين لم يطالبوا سوى بحقهم في الحياة واستقلال بلادهم وخروج المُحتل منها، وتركها لأبناء الجنوب المُخلصين لإدارتها بالشكل الصحيح.
تزايد حجم المخاوف خلال الساعات الماضية من استمرار جريان السيول وهطول الأمطار الغزيرة، وتسببها في تدمير المنازل ومصالح وممتلكات المواطنين من محال وسيارات وأراض زراعية وثروة حيوانية، في ظل تواصل صمت مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية عن التدخل وسرعة إنقاذ الوضع وتمهيد الطرق وتصريف تلك المياه، وإيجاد حلول بديلة قادرة على تحسين الأوضاع.