تسليم شبوة.. الشرعية تدعم خطط الحوثي لإطالة أمد الصراع

الأحد 25 يوليو 2021 00:18:04
testus -US

كشف إقدام الشرعية الإخوانية الإرهابية على تسليم مناطق إستراتيجية بمحافظة شبوة إلى المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، عن دعمها خطط إطالة أمد الصراع في اليمن،؛ لأن خطوتها الأخيرة تبعثر أوراق الحل التي كانت تقوم عليها مبادرات السلام السابقة، والتي يقتصر الحضور الحوثي فيها على محافظات الشمال فقط، ولم يكن بمقدور المليشيات الإيرانية اختراق المحافظات الجنوبية بفعل بسالة القوات المسلحة الجنوبية التي سدت منافذ جبهة الضالع أمامها، وطردتها بعد أشهر قليلة من احتلال مناطق جنوبية عديدة.

تسعى الشرعية الإخوانية لتسهيل اختراق الحوثي للجنوب عبر أكثر من جبهة، أولها من خلال محافظة مأرب، وذلك بعد أن سلمت الجزء الأكبر للعناصر المدعومة من إيران، ولن يكون لديها مانع في تسهيل وصولها إلى محافظة حضرموت عبر قوات المنطقة العسكرية الأولى التي أشرفت على خطط تمرير التنظيمات الإرهابية من الشمال إلى الجنوب.

كما أن سلطة الإخوان الإرهابية في محافظة لحج تحاول تهيئة البيئة المواتية لنشر الفوضى في المحافظة سواء كان ذلك من خلال تطوير أحد الطرق الرابطة بين تعز التي تتواجد فيها المليشيات الحوثية وبين لحج لتسهيل وصول معداتها العسكرية وعناصرها الإرهابية، أو من خلال شغل المواطنين عن مواجهة الحوثيين بحروب الخدمات التي تستهدف فتح جبهة جديدة من الممكن أن تنفذ إليها المليشيات الحوثية في منطقة يافع.

وتخوض القوات المسلحة الجنوبية معارك قوية ضد المليشيات الحوثية في برمان بمنطقة الحد في يافع، واستشهد الجندي فارس الشوحطي اليافعي، خلال المواجهات التي منعت اختراق عناصر المليشيا المدعومة من إيران، مديريتي الحد وسباح، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين الإرهابيين بالتزامن مع دفع القوات الجنوبية بتعزيزات عسكرية إلى حدود يافع للتصدي للتصعيد الحوثي.

تعمل الشرعية بكل ما أوتيت من قوة لفتح جبهة جديدة أمام المليشيات الحوثية في محافظة شبوة، ودفع انسحاب مليشيات الشرعية الإخوانية لنشر العناصر المدعومة من إيران عناصرها على أطراف مديرية بيحان وتحديدا في منطقة عقبة القندع المحاذية لمحافظة البيضاء اليمنية.

ولعل ما يثبت أن التسليم والتسلم كان متفقا عليه أن الحوثيين المدعومين من إيران، سارعوا إلى نشر قواتهم بمجرد انسحاب مليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية.

يظل هناك جملة من الأهداف وراء خطوات الشرعية الأخيرة، على رأسها مساعيها لإطالة أمد الصراع إلى أطول فترة ممكنة حتى تتمكن من الحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية، لأن الوصول إلى سلام في الوقت الحالي لن يكون في صالحها، إذ أنها خسرت غالبية مواقعها في الشمال بعد أن سلمتها للمليشيات الحوثية، وكذلك فإنها لم تستطع إيجاد موطئ قدم لها في الجنوب من الممكن أن ترتكن إليه في أي مباحثات للتعبير عن ثقلها السياسي والعسكري، وبالتالي فإن الحل الأنسب بالنسبة لها بعثرة أوراق الحل السياسي بخيانة التحالف العربي مجددا.

ثاني هذه الأهداف يتمثل في إفشال اتفاق الرياض الذي يمر بمخاض عسير بعد أن جمدت الشرعية الإخوانية الإرهابية عمل حكومة المناصفة وصعدت جرائمها الإرهابية والعسكرية ضد الجنوب خلال الأشهر الماضية، ويؤكد إقدامها على تسليم مناطق من محافظة شبوة أنها تمضي في طريقها نحو عرقلة تحركات المملكة العربية السعودية التي تحاول استئناف المفاوضات خلال الأيام المقبلة.

وبدا واضحا أن الشرعية تسعى للهروب من الضغوطات التي يمارسها عليها المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي لعودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن واستئناف المفاوضات السياسية التي تستهدف توجيه دفة سلاحها لوجه المليشيات الحوثية، ولم تجد سبيلا للهروب سوى من خلال الاستعانة بالحوثيين أنفسهم لتقويض جهود الحل وتأزيم الموقف السياسي والعسكري في الوقت ذاته.