الرفض الشعبي يحاصر الإخوان.. هل اقتربت نهاية التنظيم الإرهابي؟

الأحد 25 يوليو 2021 22:54:00
testus -US

يعاني تنظيم الإخوان الإرهابي من حالة الحصار الشعبي التي يتعرض لها في عدد من البلدان العربية التي يتواجد فيها، بدءًا من تونس التي شهدت اليوم احتجاجات حاشدة نادت بإسقاط منظومة الإخوان، ومن قبلها تعرض التنظيم لهزيمة سياسية بعد أن خسر الانتخابات البرلمانية في الجزائر، إلى جانب اندلاع ثورة ديسمبر التي أنهت حقبة سلطة الإنقاذ الإخوانية في السودان بعد ثلاثين عاما من الانقلاب على السلطة، وكذلك الأمر بالنسبة لمصر التي لم يعد فيها أي حضور للتنظيم الإرهابي.

موجات الرفض الشعبي للإخوان وصلت إلى الجنوب أيضًا بعد أن شهدت محافظة شبوة الشهر الماضي انتفاضة ضد سلطة الإخوان الإرهابية، وامتدت المظاهرات لتشمل محافظات حضرموت وأبين ووجدت المليشيات الإرهابية نفسها محاصرة في الجنوب بفعل حالة السخط الشعبي ضد ممارساتها، وهو ما دفعها للاستعانة بالمليشيات الحوثية الإرهابية لإنقاذها.

يرى مراقبون أن المظاهرات التي اندلعت اليوم في تونس قد تكون مقدمة لأفول التنظيم الإرهابي بعد أن انكشفت جرائمه أمام ملايين المواطنين في العديد من البلدان العربية، ولم يعد قادرا على ممارسة هوايته المفضلة والمتمثلة في استخدام ستار الدين لجذب المواطنين إليه وانكشفت عمالته لأطراف إقليمية معادية تستهدف نشر الفوضى على نطاق واسع بالمنطقة العربية.

وتجاوزت الاحتجاجات الغاضبة المطالبة بإسقاط ما يسمى منظومة الإخوان، العاصمة تونس، إلى محافظات أخرى، هتفت بإنهاء عقد من حكم حركة النهضة وزعيمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي وتغيير النظام السياسي، وبعدما بدأ احتشاد المحتجين في ساحة باردو؛ حيث يقع مقرّ البرلمان التونسي، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي الذي تقوده حركة النهضة الإخوانية، امتدت الاحتجاجات إلى محافظات أخرى خارج العاصمة.

وانطلقت الاحتجاجات في كل من محافظة سوسة الساحلية وصفاقس (جنوب) والكاف (شمال غرب)، بنفس الشعارات التي تتهم إخوان تونس في الذكرى 64 لعيد الجمهورية باحتلال البلاد، وهتف المحتجون: "يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح"، و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام".

تبقى ممارسات تنظيم الإخوان واحدة في كل المناطق التي يتواجدون فيها، إذ أنهم يحاولون بكافة السبل البقاء في السلطة إذا كان قد وصلوا إليها بالفعل وفي هذه الحالة لا يكون الدين حاضراً بل أن لغة القتل والعنف والتشريد تكون مصير المعارضين لسياساتها، وفي حال لم يكن التنظيم قد وصل للسلطة بعد فإنه يوظف الدين ولا يتردد في إصدار الفتاوى الدينية التي تمهد له الطريق نحو الوصول لها.

لذلك فإن الشعارات التي رفعها المتظاهرون في تونس والتي اتهمت تنظيم الإخوان باحتلال بلادهم هي ذاتها التي رفعها أبناء الجنوب في انتفاضة شبوة ومظاهرات سيئون وأبين خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يؤكد أن هناك تقاربا في الممارسات الإرهابية للتنظيم كما أن هناك تقاربا أيضًا في الإصرار الشعبي على إنهاء حقبة التنظيم الإرهابي.

يشكل الحصار الشعبي لتنظيم الإخوان في بلدان عربية عديدة أحد أدوات تضييق الخناق على القوى الإقليمية الداعمة له وفي القلب منها قطر وتركيا، وبالتالي فإن تأثيرات احتجاجات تونس يكون لها مردود مباشر على ارتباك التنظيم في بلدان أخرى لأن التمويل يأتي من مصدر واحد كما أن الحالة المزاجية الآن للشعوب العربية تدعم اندلاع انتفاضات عديدة ضد التنظيم الإرهابي.