إسقاط إخوان تونس يكبل الشرعية الإخوانية بضغوط شعبية جديدة
عبًرت الصرخات العديدة التي أطلقتها إخوان اليمن بعد القرارات الدستورية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد وجمد بمقتضاها البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وأعفى رئيس الوزراء هشام المشميشي من منصبه، عن حالة من الرعب في صفوف الشرعية الإخوانية التي تخشى تكرار مصيرها بعد أن تعرضت لانتفاضة شعبية جنوبية قبل أيام في شبوة وحضرموت اعتراضًا على ممارساتها الفاسدة بحق المواطنين الأبرياء.
هناك جملة من العوامل المشتركة بين حركة النهضة في تونس وحزب الإصلاح في اليمن، إذ أن الاثنين يتواجدان على رأس السلطة، ففي الحالة التونسية يتولى زعيم الحركة الإرهابي راشد الغنوشي منصب رئيس البرلمان، كما أن رئيس الحكومة هشام المشميشي ما هو إلا دمية بيد التنظيم الإرهابي يحركها كيفما يشاء وبالتالي فإن الحركة مسيطرة أيضًا على الجهاز التنفيذي، وكانت تعَول على أن تستقطب الرئيس التونسي قيس سعيد ودعمته بشكل غير مباشر في الانتخابات الرئاسية الماضية.
أما بالنسبة للشرعية الإخوانية فإنها تشارك في جزء من حكومة المناصفة التي جمدت أعمالها منذ تشكيلها مطلع العام الحالي، كما أنها تسيطر بشكل كامل على الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي وتختطف قراره، إلى جانب هيمنتها على الدائرة المحيطة بالرئاسة، ولديها حضور على مستوى السلطة المحلية في عدد من المحافظات المحررة.
في الحالة التونسية تواجه حركة النهضة الإرهابية اتهامات بالفساد وممارسة جرائم إرهابية بحق الشعب التونسي، وهو الأمر ذاته بالنسبة للشرعية الإخوانية وإن كان على نطاق أوسع، إذ أنها تمتلك الأدوات التي تمكنها من السيطرة على مقدرات المواطنين الأبرياء وتوظيف تلك الأموال لصالح تمويل عملياتها الإرهابية، وبالتالي فإنها تتورط أيضًا في جملة من الجرائم الإرهابية المرتكبة بحق المواطنين وتحديداً في الجنوب.
شهدت تونس على مدار الأشهر الماضية احتجاجات ومظاهرات حاشدة تنادي بإسقاط منظومة الإخوان الإرهابية وتفاعل المواطنين على نحو واسع مع هذه الاحتجاجات التي وصلت ذروتها في ذكرى الاحتفال بتأسيس الجمهورية التونسية أمس الأحد الموافق 25 يوليو، ووجدت نفسها محاصرة بغضب شعبي عارم وهو ما جعلها غير قادرة على التعامل مع قرارات الرئيس قيس سعيد والتي تحظى بتوافق شعبي داخلي.
وفي حالة الشرعية الإخوانية انتفض أبناء الجنوب ضد ممارساتها الإرهابية في محافظتي شبوة وحضرموت وسط حالة من الغضب المتصاعد في الجنوب جراء إقدامها على إفساح المجال أمام وصول المليشيات الحوثية على حدود محافظة شبوة، بالتزامن مع أزمات اقتصادية متفاقمة يعاني منها الجنوب جراء حروب الخدمات التي شنتها الشرعية وبسبب تدهور العملة المحلية وانخفاضها إلى مستويات تاريخية.
التشابه بين الحالتين يضع الشرعية الإخوانية أمام مزيد من الضغوطات السياسية والشعبية أيضًا لأنها تدرك أن الغضب الشعبي الذي اندلع في المحافظات الجنوبية من الوارد أن يتكرر في الجنوب أيضًا، وأن الأجواء مواتية في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء تواجد مليشياتها الإرهابية في محافظات الجنوب، وبالتالي فإن صرخاتها تتعالى للدفاع عن حركة النهضة الاخوانية في تونس.
تخشى الشرعية الإخوانية من انتقال الهبات الشعبية ضد تنظيم الإخوان في دول عربية عديدة على رأسها مصر والسودان وتونس إليها في الجنوب، وهو ما يجعلها تتحالف مع المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لتحصين نفسها، في حين أن انطلاق شرارة الاحتجاجات على ممارساتها لن يقف أمامها أي طرف لأن الانفجار سيطال الجميع في تلك الحالة.