انتفاضة الجنوب: حصار شعبي للاحتلال اليمني
رأي المشهد العربي
تواجه الشرعية الإخوانية رفضًا شعبيا يتسع مداه في الجنوب مع استمرار حروب الخدمات التي تشنها ضد المواطنين الأبرياء، بعد أن شهدت غالبية المحافظات وعلى رأسها شبوة وأبين ولحج والمهرة وحضرموت أنواعا مختلفة من الاحتجاجات التي بعثت رسائل مهمة بأن مشروع احتلال الإخوان للجنوب يواجه حصارا شعبيًا وسياسيًا، ولن يجري تمريره على أرض الواقع.
بدأ صباح اليوم الأحد العصيان المدني الشامل الذي دعت إليه القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي وشباب الغضب بحضرموت، وخلت شوارع مدن المكلا والشحر وغيل باوزير بساحل حضرموت ومدينة سيئون، من المارة، مع إغلاق تام للمحال التجارية، وانخفاض الحركة المرورية بشكل ملحوظ.
بعث المواطنون رسائل رفض واسعة على ممارسات الشرعية في حضرموت والتي تسببت في انهيار الأوضاع الاقتصادية وانخفاض قيمة الريال أمام العملات الأخرى لمستويات تاريخية، حيث أضرم محتجون النار في إطارات السيارات، وقطعوا بعض الطرق بوسط سوق مدينة سيئون، وأكدوا أن الاحتلال اليمني وأدواته ستواجه بغضب عارم لن تستطيع الشرعية الإخوانية إيقافه.
الوضع لم يختلف في محافظة المهرة التي شهدت احتجاجات واسعة بمديرية الغيضة تحديدا، احتجاجا على محاولات الشرعية الإخوانية الزج بالمحافظة في صراعات بين أجنحتها، وشدد المتظاهرون على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المهرة، مؤكدين أن قيادات الشرعية الإخوانية تستغل حالة السلام في المحافظة لمكاسب شخصية.
لم تنجح مساعي الشرعية الإخوانية في التعامل الغاشم مع الاحتجاجات السلمية في شبوة وأبين من قبل في إثناء المواطنين عن التعبير عن رفضهم ممارساتها بأشكال وأدوات مختلفة، ووجدت نفسها أمام خيارين كلاهما مر بالنسبة إليها، سواء قامت بفض المظاهرات بالقوة أو تجاهلت خروج المواطنين إلى الشارع ففي كلا الحالتين لم يتوقف الزحف الشعبي ضد ممارساتها.
يشكل فوران الشارع عامل ضغط جديد على الشرعية الإخوانية لأنها مارست كافة أشكال الانتهاكات ضد أبناء الجنوب ولم تجد أمامها سوى صمود شعبي في مواجهة الأزمات التي تعرض لها الجنوب سواء كانت أزمات النفط أو الوقود أو الكهرباء أو تردي الأوضاع الاقتصادية أو إغراق الجنوب بالمرتزقة الذين جاءت بهم من الشمال أو دعمت وصولهم من بلدان إفريقية إلى محافظات عديدة، وبالتالي فإن خياراتها في التعامل مع رفض الشارع أضحت محدودة للغاية.
لجأت الشرعية الإخوانية إلى عرقلة الحلول السياسية في الجنوب، وجمدت عمل حكومة المناصفة، وأفشلت مساعي المملكة العربية السعودية لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض وصعّدت عسكريًا ضد الجنوب ودخلت في تحالفات علنية وخفية مع المليشيات الحوثية الإرهابية، لكن بالرغم من ذلك فإنها لم تستطع أن تُنحي الرقم الصعب الذي يمثلة دعم الشارع الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتجد نفسها محاصرة في نقطة الصفر دون أن تحقق مكاسب تذكر.
على النقيض تمامًا فإن مؤامراتها أضحت أكثر انكشافًا أمام المجتمع الدولي وأصبحت قضية الجنوب تثار على مستويات دبلوماسية عديدة بعد أن فضح المجلس الانتقالي الجنوبي ممارساتها، ولم يعد أمامها مفر من كشف تعاونها مع العناصر المدعومة من إيران، ما يجعل تحركاتها مفضوحة أمام الجميع لأنها ستحاول خدمة المشروع الحوثي لإنقاذ مستقبلها السياسي، وسيضعها ذلك في وجه أزمات أكثر على مستوى تعامل المجتمع الدولي معها باعتبارها طرفًا مناوئا للإرهاب الحوثي.