استشهاد أبو اليمامة.. مرحلة فارقة في استعادة دولة الجنوب
رأي المشهد العربي
أفرزت حالة الغضب الشعبي العارمة في الجنوب عند الإعلان عن استشهاد البطل منير اليافعي "أبو اليمامة" في الأول من أغسطس من العام 2019 عن مرحلة جديدة نحو استعادة دولة الجنوب مغايرة عن التي سبقتها، إذ أن الحادث الإرهابي الغاشم للمليشيات الحوثية الإرهابية بتواطئ من الشرعية الإخوانية والذي استهدف عرضًا عسكريًا في العاصمة عدن وما تبعه من انتصارات جنوبية غيَر المعادلة السياسية والعسكرية على الأرض.
في ذلك الحين حققت القوات المسلحة الجنوبية جملة من الانتصارات المهمة على جبهات مختلفة ردا على الحادث الإرهابي الذي حمل أيضًا بصمات الشرعية الإخوانية، ونجحت في تحرير العاصمة عدن من المجاميع الإرهابية التي طالما ظلت شوكة في طريق الجنوب وقضيته وأجهضت القوات الجنوبية محاولات فتح جبهات عسكرية عديدة في توقيت واحد.
حققت القوات المسلحة الجنوبية نجاحات عسكرية مهمة في العاصمة عدن وأبين والضالع وأفشلت ما يمكن وصفة بـ"غزو جديد للشمال على الجنوب"، وهو كان دافعا نحو البحث عن حلول سياسية استطاع الانتقالي بمقتضاها أن يحظى باعتراف المجتمع الدولي عبر توقيع اتفاق الرياض بعد ثلاثة أشهر تقريبا من الحادث الإرهابي الغاشم.
كان من نتائج هذه النجاحات أن أضحى المجلس الانتقالي رقمًا صعبًا في معادلة الحل السياسي ولم يعد بالإمكان تجاوزه، كما أن دحره للإرهاب الحوثي الذي كثف من حشوده على تخوم محافظة الضالع إضافة إلى طرد المجاميع الإرهابية من العاصمة عدن أعطى له ثقلا منح القضية الجنوبية دفعة للأمام، ومنذ ذلك الحين لم تغب قضية الجنوب عن اهتمامات أطراف إقليمية عديدة دائما ما تشدد على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض وأهمية الوصول إلى حل شامل.
أثبتت قوة المجلس الانتقالي أن هناك كيانا سياسيا وعسكريا في الجنوب لديه القدرة على إدارة الدولة المستقلة وشكل تماسك الانتقالي بالرغم من صعوبة الحادث الإرهابي علامة فارقة على قدرته على التعامل مع الظروف والأوضاع الصعبة التي يمر بها الجنوب، تحديدا وأنه استطاع أن يحصد جملة من المكاسب السياسية والعسكرية رغم أنف الشرعية الإخوانية التي حاولت إفشال مفاوضات الوصول لاتفاق الرياض.
يمكن القول إن الجنوب دخل مرحلة جديدة على طريق استعادة الدولة منذ أغسطس من العام 2019، لأن الانتقالي أضحى ممثلا شرعيًا عن الجنوب ما مكنه من التحرك على مستويات دبلوماسية عديدة لنصرة القضية العادلة، بعد أن توالت اللقاءات بين أطراف إقليمية عديدة والرئيس عيدروس الزُبيدي الذي لعب دورا مهما في تعريف المجتمع الدولي بطبيعة ما يدور على الأرض تمهيدا للحصول على دعم دولي يقود لاستعادة الدولة.
على المستوى الشعبي كانت لحظة استشهاد قاهر الإرهاب محفزا على ضرورة المضي قدما نحو استعادة الدولة ولعبت المليونيات التي دعا إليها المجلس الانتقالي في ذلك الحين دورا مهما في التأكيد على أن هناك توافقا جنوبيا على تحقيق هدف واحد، وهو أحد الأسباب التي دفعت الشرعية للرضوخ والتوقيع على اتفاق الرياض بعد أن وجدت نفسها محاصرة من كافة الاتجاهات.