زيادة جنونية في الأسعار.. انتفاضة الوقود تلوح في الجنوب
شهدت غالبية المحافظات الجنوبية ارتفاعات جديدة في أسعار المشتقات النفطية خلال الأيام المقبلة تزامنًا مع تدهور أسعار العملة المحلية كنتيجة طبيعية لحروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد أبناء الجنوب، وهو ما أدى إلى زيادة وتيرة الاحتجاجات والعصيان المدني في شبوة وحضرموت وأبين ولحج.
تستهدف الشرعية الإخوانية من زيادة أسعار الوقود تحقيق أكثر من هدف، إذ أنها تدعم رجال الأعمال التابعين لها والذين يعملون كوكلاء للنفط في المحافظات الجنوبية وعلى رأسهم الإرهابي المدعو أحمد العيسي، وتصب هذه الزيادة بشكل أساسي لصالح تمويل المجهود الحربي عبر دفع الأموال للمرتزقة الذين يمارسون إرهابهم بحق أبناء الجنوب.
وتشكل الزيادات الجديدة أحد الأسلحة التي توظفها الشرعية الإخوانية لمعاداة الجنوب واحتلال أراضيه والسيطرة على مقدراته، لأنها تضع أعباء جديدة على كاهل المواطنين الذين يعانون بالأساس ويلات الأوضاع الاقتصادية المتردية، ويخدم ذلك خطط الشرعية التي تعمل على استنزاف الأبرياء ووضعهم بشكل دائم في دائرة الفقر لما يحققه ذلك من عوامل إيجابية بالنسبة لها تتمثل في خلق بيئة فوضوية تدعم إرهابها.
واصلت أسعار المحروقات ارتفاعها في محافظة شبوة، بأسعار أعلى من المعلنة بالزيادة المقررة قبل أيام، حيث سجل سعر دبة البترول (سعة 20 لترًا) في محطات بيع الوقود، 13 ألفا و900 ريال، بعد أيام من زيادة سعرها إلى 13 ألفا و400 ريال، في مشهد يؤكد تلاعب السلطة الإخوانية.
واتهم المواطنون شركة النفط التابعة لمليشيات الشرعية الإخوانية، بزيادة الأسعار بشكل سري، بالتواطؤ مع أصحاب المحطات، إذ انعكست هذه الزيادات على المواد الغذائية والاستهلاكية، وقطاع النقل.
الأمر ذاته تكرر في محافظة أبين التي سجلت محافظة أبين اليوم الاثنين، ارتفاعًا جديدًا في أسعار الوقود بمحطات البترول، ووصل سعر دبة البترول (سعة 20 لترًا) في محطات المشتقات النفطية في مديرية خنفر، إلى 13 ألفًا و500 ريال.
وأكد سائقون وعاملون في قطاع النقل، أن الاستمرار في ارتفاع أسعار المحروقات، ينعكس بشكل مباشر على المواطنين، ويؤدي إلى ضعف النشاط الاقتصادي نظرًا لما يتكبده من أعباء إضافية.
وشهدت مدينة زنجبار بالمحافظة وقفة احتجاجية اليوم الاثنين، أمام المجمع الحكومي، تبعها مسيرة سلمية، في الشارع الرئيسي بالمدينة، ورفع المتظاهرون لافتات منددة بحرب الخدمات التي تخوضها الشرعية الإخوانية ضد السكان، وحصارها الاقتصادي على الجنوب، واتهموها بالتنكيل بهم لمطالبتهم باستقلال دولة الجنوب وطرد الاحتلال اليمني وأدواته.
وكان من نتيجة ارتفاع أسعار الوقود في محافظة لحج قيام سائقي سيارات النقل الداخلية، في الحبيلين بزيادة الأجرة، وسادت حالة من السخط بين المواطنين، لتضاعف أسعار المواصلات في المدنية مطالبين بحماية البسطاء من الغلاء الفاحش.
يتصاعد السخط الشعبي من تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير وملحوظ في المحافظات الجنوبية على مدار الأسابيع الماضية، وهو ما يقود إلى انتفاضة شعبية تقتلع الشرعية الإخوانية التي تسببت في الوصول إلى هذه المرحلة التي أضحت فيها غالبية المديريات والمدن بحاجة إلى تدخلات عاجلة لإنقاذها من الأزمات المتلاحقة التي تجابهها.
يرى مراقبون أن البيئة ممهدة في الجنوب بالوقت الحالي لاندلاع ثورة غضب بعد أن أضحت الزيادات المضطربة في الأسعار فوق قدرة المواطنين على التحمل، كما أن الانتهاكات والممارسات الإرهابية التي تقوم بها مليشيات الإخوان بحقهم قد تُعجل من اندلاع الغضب الذي لن يكون بإمكان الشرعية التعامل معه بعفل اتساع المدى الجغرافي للمحافظات التي تعاني أوضاعاً صعبة وإصرار المواطنين على التخلص من احتلال الإخوان.