الحصار يشتد.. ضغوط دولية على الحوثي لمنع كارثة صافر
لم تترك المليشيات الحوثية المدعومة من إيران طريقا للتلاعب، والهروب من الضغوط الدولية التي تحاصرها، وتجاهل التحذيرات المتكررة من قرب وقوع كارثة بيئية محققة على سواحل البحر الأحمر بسبب خزان صافر.
الجولة الجديدة لفضح جريمة مليشيا الحوثي تضمنت دعوة من مجلس التعاون الخليجي للضغط على مليشيا الحوثي للسماح للفريق الأممي بمعاينة وفحص خزان صافر بأسرع وقت؛ لتفادي كارثة بيئية واقتصادية كبرى وشيكة.
تصطدم التحركات الدولية في قضية خزان صافر بمحاولات المليشيات الحوثية إطالة أمد الأزمة، بهدف استغلالها بأساليب ابتزازية في تحقيق أغراض أنانية مشبوهة للمليشيات الإرهابية.
ما يؤكد النية الخبيثة للمليشيات الحوثية محاولاتها التهرب من تبعات تعطيل فحص خزان صافر، الذي ترفض صيانته للعام السادس على التوالي، الأمر الذي لا تتورع معه من اتهام أي طرف حتى لو كان الأمم المتحدة، بالتسبب في تأخير تقييم وصيانة الناقلة النفطية المتهالكة، رغم أن المليشيات الحوثية هي من أفشلت مرات عديدة المشاورات التي بدأت مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بشأن صيانة الخزان.
المليشيات الحوثية مستمرة في تسويق أكاذيبها أمام العالم، حيث اتهمت مكتب الأمم المتحدة بإضاعة الوقت وإهدار الأموال المخصصة للمشروع رغم أنها ماطلت على مدار أكثر من ستة أعوام حتى لا تنفذ المطالبات الدولية بالسماح للمراقبين للوصول إلى الناقلة التي ترسو قرب ميناء رأس عيسى في الحديدة وصيانتها.
انكشفت ألاعيب مليشيات الحوثي على مرأى ومسمع من العالم عندما أصرت في اجتماعاتها، التي عقدت أخيرا عبر الاتصال المرئي مع مكتب الأمم المتحدة، على تنفيذ خطتها التي تضمنت مباشرة الفريق عملية الصيانة فور وصوله، قبل اصطدامها بمطالب الأمم المتحدة بإتاحة الوصول إلى الخزان الذي يحمل 1,1 مليون برميل من النفط الخام، لمعاينته قبل تحديد الصيانة المطلوبة، وحشد الدعم الدولي لتمويل العملية.
أدركت الأمم المتحدة مآرب الطلب الحوثي الخبيث، ولذلك رفضته، بعد التيقن من أنها لا تريد بشرطها سوى الظهور أمام العالم بأنها سمحت بالوصول إلى الناقلة، لكن الحقيقة أنها لم تمكن الفريق الأممي من التعرف على الاحتياجات اللازمة لصيانة خزان صافر، ولن يكون للوصول إلى الناقلة فائدة لأنها ستظل من دون صيانة.
لم تكن سياسة المليشيات الحوثية في أزمة خزان صافر مستغربة للأطراف الدولية، فقد اعتادت عليها في التعامل مع كل المساعي التي تدفع نحو السلام، وما ممارساتها في الحديدة تجاه البعثات الأممية ببعيدة عن نظر العالم، بعد استمرارها في العمليات العسكرية مستهدفة إفشال مساعي إيقاف الحرب، للاستمرار في مخططها لنهب ثروات النفط.
إن المجتمع الدولي مطالب بتكثيف جهوده حتى لا يترك هذه القنبلة الموقوتة تتهدد حياة ملايين الأبرياء.
على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والدفع باتجاه توقيع عقوبات حاسمة على العناصر الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران حتى ترضخ لمطالب العالم وإنقاذ المنطقة من كارثة وشيكة.