مؤامرة لإعدام شعب.. انفجار بيروت شاهد على جرائم مليشيات إيران
لا تزال جريمة الانفجار الكارثي بمرفأ بيروت التي زلزلت العالم، والمتهم فيها مليشيات حزب الله الموالية لإيران، تلقي بظلالها السلبية على شعب لبنان الغارق تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ في تاريخه.
الشواهد والحقائق على الساحة اللبنانية تؤكد أن إيران تعتبر تدمير لبنان من مصالحها الوطنية، ولذلك فإن ضلوعها في تحريك مليشيات حزب الله بعمل مروع مثل انفجار مرفأ بيروت لم يكن مستغربا، فدعم أدوات مخطط إضعاف الدولة لن يأتي إلا بنسف أي تحركات ضد أهداف السياسات الإيرانية.
جملة من الدلائل قطعت الطريق أمام محاولات طهران تنظيف سمعتها من دماء الأبرياء الذين سقطوا في انفجار بيروت، أبرزها أن مليشيات حزب الله هي الجهة الوحيدة التى تملك السلاح الثقيل خارج إطار الدولة في البلاد، ولها أذرع عسكرية في معظم المؤسسات، خاصة مع وجود تقارير سابقة تفضح علاقة الحزب بنترات الأمونيوم السبب في الانفجار، وأن الحاويات المخزنة في المرفأ تابعة له.
إضافة إلى ذلك، لا يستطيع نظام الملالي تحمّل تبعات الغضب الشعبي المتفجر في الداخل الإيراني بجميع المحافظات ضد السياسات التخريبية، فلم يجد أمامه سوى إشغال الرأي العالمي بانفجار آخر ضخم في مكان آخر، حتى لو كان ذلك على حساب حياة ملايين الأبرياء من اللبنانيين، وتدمير بلد بالكاد ينشد العيش في ظل اقتتال سياسي خلفته أيادي قيادات حزب الله.
تأتي الذكرى السنوية الأولى للانفجار الهائل الذي أودى بحياة 218 شخصا، وخلف نحو ستة آلاف جريح، وشرد 300 ألف آخرين، في ظل انفجار تظاهرات الغضب في العاصمة اللبناينة لمطالبة القوى الدولية بتحمل مسؤوليتها ومحاسبة الطرف الوحيد المستفيد من تدمير البلاد، بينما يقف ذوو الضحايا ليعبروا عن بالغ حزنهم من مرور عام على الحادث البشع، وما زال الجميع يغضون الطرف عن جريمة مليشيات إيران رغم أدلة ضلوعها في إحضار وتخزين الشحنة الكبيرة من نترات الأمونيوم التي تسببت في الانفجار.
روايات تدمي القلوب من ذوي الضحايا كلها شاهدة على ما خلفته أيادي مليشيات إيران في لبنان من دمار وألم، ولعل ما عمّق جراحهم أكثر أن الوعود التي قطعها من يُفترض أنهم في موقع المسؤولية، بنشر نتائج التحقيق في غضون أيام قليلة فقط بعد الحادث الذي صُنف بثالث أقوى انفجار غير نووي في العالم، راحت في مهب الريح أمام آلة الترويع والاغتيالات التي تنتهجها المليشيات الإيرانية في لبنان، رغم الوثائق الرسمية والأدلة التي تقود إلى النتيجة الحتمية، وتشير إلى تورط مليشيات حزب الله.
تداعيات جريمة مليشيات حزب الله عصفت بالاقتصاد اللبناني إلى نفق شديد الظلمة لن تظهر فيه أي بوادر للنور طالما أذرع إيران الإرهابية تسيطر على مفاصل البلاد، فقد ألحقت أضرارا في الأصول المادية بلغت قيمتها حوالي 4.5 مليار دولار، وفق آخر تقديرات للبنك الدولي، وتُضاف إليها الأضرار التي لحقت بالمنازل والمستشفيات والمدارس والشوارع، بينما قُدرت حاجات إعادة إعمار القطاع العام بمليارَي دولار، وقدرت السلطات اللبنانية الخسائر الإجمالية التي خلفها الانفجار بـ 15 مليار دولار.
وتكشف تقارير شركات دولية للتدقيق المالي بأن أضرار انفجار مرفأ بيروت تزيد على نحو 40 ألف مبنى، وتوقفت خدمات 5200 شركة توظف آلاف اللبنانيين، وقدرت عدد الذين خسروا وظائفهم بعد الانفجار بـ 70 ألف شخص.
ويؤكد مراقبون أن إيران لن تتوقف عن مخططاتها التخريبية في المنطقة، ونهب ثروات البلاد، إلا بقطع دابر أذرعها الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وتجفيف منابعها، وملاحقتها دوليا بجرائمها في حق الشعوب.