الانتقالي درع الجنوب أمام التتريك والفرسنة والأخونة

الجمعة 6 أغسطس 2021 18:08:00
testus -US

رأي المشهد العربي

يتعرض الجنوب لموجة عاتية من التصعيد الإخواني الإرهابي بتنسيق حوثي إجرامي في هذه الآونة، بعد أن استكمل الطرفان أغلب حلقات عمليات التواطؤ والتسليم والتسلم المتفق عليها في محافظات الشمال ما يجعل التركيز منصبًا بشكل أكبر على محافظات الجنوب التي تواجه حروبا اقتصادية وعسكرية في آن واحد تهدف لخلخلة التماسك الذي شيده المجلس الانتقالي الجنوبي بين المكونات الاجتماعية والأمنية والعسكرية منذ تأسيسه في العام 2017.

يبحث التصعيد المزدوج عن تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها عرقلة أي محاولات للحل السياسي في الوقت الحالي، ومحاولة فتح أفاق جديدة للصراع من الممكن أن تشكل مخرجًا لتجار الحروب المنتمين إلى الطرفين والذين يدركون أن نهاية الحرب بمثابة نهاية لهم، وهو أمر لا يرتبط بالتجار المحليين فقط لكنه يتعلق بالتجار الإقليميين الداعمين للإرهاب الحوثي الإخواني.

جملة من البراهين تؤكد أن كلا من تركيا وإيران وقطر لديهم مصلحة في التصعيد الحالي بالجنوب، لأنه يدعم مراوغات إيران في مفاوضات الملف النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية، ففي تلك الحالة ستضع طهران شروطا أصعب للتوصل إلى سلام شامل وستُرغم المليشيات الحوثية على تبنيها، وستحاول أن تخلق ميزان قوى بين الشروط التي تراها صعبة للالتزام بالاتفاق النووي وبين الأشواك التي تضعها على طريق الحل السياسي للصراع.

الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة لتركيا التي من مصلحتها بعثرة أوراق الحل لأنها تعَول على أن نجاحات عسكرية من الممكن أن تحققها القوى التي تدعمها وعلى رأسها الشرعية الإخوانية إضافة إلى التنظيمات الإرهابية الأخرى، وهو ما يحقق لها أهدافها التوسعية في المنطقة تحديدا تجاه البحر الأحمر الذي تحاول اختراقه عبر قواعدها العسكرية في منطقة القرن الإفريقي، ويراودها بصيص أمل لأن تصل إلى هدفها بتحويل جزيرة سقطرى إلى قاعدة عسكرية قريبة من قواعدها في الصومال.

وكذلك الوضع بالنسبة لقطر التي أضحت رهينة بيد توجهات المحور التركي الإيراني وتلعب دورا مهما في عملية التمويل ولم تتخل بصورة كاملة عن أسلوبها العدائي الذي انتهجته ضد التحالف العربي خلال السنوات الماضية.

تحاول المليشيات الحوثية الإرهابية أن تضع لنفسها موطئ قدم في محافظة لحج، لكنها تواجه ببسالة القوات المسلحة الجنوبية التي تتعامل مع إرهابها وتكثف جهودها لتطهير المحافظة من براثن عناصرها الإرهابية، والأمر ذاته في محافظة الضالع وهي عصية على اختراق العناصر المدعومة من إيران منذ سنوات طويلة، وهو ما دفعها للتنسيق مع الشرعية الإخوانية الإرهابية مؤخرا في محاولة للتواجد في محافظة شبوة الخاضعة لسلطة الإخوان.

وبالتزامن مع ذلك تشن الشرعية تصعيًدا من نوع آخر باتجاه محافظات الجنوب وتعمل لشل حياة المواطنين الأبرياء عبر حروب الخدمات وسرقة الثروات والمقدرات وتعمدها خفض قيمة العملة المحلية وانعكاس ذلك على انخفاض القدرة الشرائية ومن ثم إدخال الجنوب في حالة من الفوضى تدعم مخططها.

أمام كل هذه المؤامرات يقف المجلس الانتقالي الجنوبي حائط صد منيع، ويعمل بكل قوته لتخفيف الآثار السلبية لهذه الحروب سواء من خلال القرارات الاقتصادية والمالية المهمة التي اتخذها مؤخرا أو من خلال توفير السلع والخدمات للمواطنين أو عبر فضح جرائم الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية أمام المجتمع الدولي، ونهاية بالمواجهة العسكرية الحاسمة على الجبهات المختلفة.