محاصرة الإخوان: الجنوب على خطى مصر وتونس
بعد افتضاح أهدافه الدموية الإرهابية وأساليبه الابتزازية، لم يعد هناك مكان لتنظيم الإخوان الإرهابي في البلدان العربية، ولم يعد أحد يقبل الصمت على ممارساته التي تعتمد سياسات نهب الثروات، ونشر الفوضى، والاستقواء على الشعوب بمخططات الخيانة مع قوى الشر في المنطقة.
لا يمكن وصف الوضع الحالي لتنظيم الإخوان الإرهابي في البلدان العربية إلا بأنه "السقوط الأخير" للجماعة التي تعاني من ضربات متلاحقة في تونس وليبيا والجزائر والجنوب وغيرها، إضافة إلى التضييق الأوروبي غير المسبوق وحظر أنشطتها في عدة دول آخرها ألمانيا والنمسا.
بسقوط حركة النهضة الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في تونس، وزعيمها الإخواني الشهير المدعو راشد الغنوشي، تلقى الإخوان ضربة جديدة وصفها محللون بالقاصمة.
ستلقي هذه الضربة بظلالها بشكل كبير على مستقبل التنظيم الإخواني الإرهابي هناك، وتضعف قدرته على تنفيذ مخططاته لمناصرة مرتزقة أردوغان في ليبيا، أو دعم تنفيذ مخطط نشر الفوضى أو محاولة السيطرة على مقدرات الجنوب العربي.
لم يتبق لعصابة الإخوان الإرهابية في تونس سوى التهديد بالعنف والفوضى مثلما سوقت أمام العالم على لسان الإخواني الشهير المدعو راشد الغنوشي مستقويا بتركيا، ومرتزقة الجماعة في ليبيا، بعد إجراءات طردها من المشهد السياسي التونسي بقرارات تاريخية للرئيس التونسي قيس سعيد استجابة إلى مطالب شعبية، إضافة إلى الملاحقات القضائية، منذ سقوط الإخوان، لمصادر ثرواتهم وفسادهم.
وشهدت الأيام الماضية في تونس وتيرة متلاحقة لعمليات ضبط عناصر إخوانية منتمين لحركة النهضة على خلفية تورطهم في أعمال عنف وتحريض على الإرهاب في البلاد، إضافة إلى ملاحقات من الجهات الرسمية لقيادات إخوانية حول تضخم ثرواتهم الخاصة ومصادرها.
ويلفظ تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر أنفاسه الأخيرة، بعد بدء سريان قانون تطهير المؤسسات الحكومية من "الخلايا الإخوانية والتخريبية"، والتي تعزز وجودها خلال فترة حكم الإخوان ومازال بعضها يحاول عبثا أن يكون فاعلا.
ولا تنفصل مشاهد انهيار تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر وتونس وتحجيم مخططاته في ليبيا، عن الحصار الذي فرضه شعب الجنوب على الشرعية الإخوانية الإرهابية بالتظاهرات السلمية الواسعة، بسبب سياسات الإخوان التي تحاول إدخال الجنوب في نفق مظلم من سوء الخدمات، وتدهور الأحوال المعيشية، وتزايد الكوارث الإنسانية التي تخدم مخطط الاحتلال اليمني لنزع سيادة الجنوب.
بات واضحا أن الشرعية الإخوانية الإرهابية تتخبط وتفقد ما تبقى لها على أرض الواقع، أمام العصيان الشعبي في حضرموت والاحتجاجات المستمرة في المهرة وقبلها شبوة وأبين وعدن وغيرها.
ويؤكد محللون سياسيون أن التنظيم الإخواني يمر بمرحلة حرجة من الهشاشة والضعف، ويبذل المحور التركي - القطري محاولات مستميتة للحفاظ على ما تبقى من هيكله، غير أن ما حدث في جميع الدول العربية يكتب فصل الختام لتنظيم الإخوان الإرهابي، ليذهب غير مأسوف عليه إلى مزبلة التاريخ.