الانتقالي يؤمن سقطرى بتعاون استخباراتي مع الصومال
يستكمل المجلس الانتقالي الجنوبي جهوده الأمنية لتحصين محافظة أرخبيل سقطرى من التهديدات الإرهابية، وركز جهوده على دعم الأجهزة الأمنية والعسكرية المرابطة بالجزيرة الهادئة، إلى جانب تفعيل الجهود الاستخباراتية مع الدول الصديقة لتوفير الأجواء الملائمة لإنجاح خطوات التنمية التي يقودها المجلس بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والإغاثية الإماراتية.
واستقبل الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، في العاصمة عدن سفير جمهورية الصومال الفيدرالية عبد الله حاشي شوريه، والملحق الثقافي بالسفارة الصومالية عمر شيخ، ودعا إلى تعزيز التعاون المُشترك وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب لضمان مواجهة التهديدات الإرهابية، وتحسين الاستقرار في الجنوب والصومال، والمنطقة العربية.
وأشاد الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمتانة العلاقة التاريخية بين دولة الجنوب والصومال، مؤكدا أن جذورها ضاربة في عمق التاريخ، مشيراً إلى القواسم المشتركة بين شعبي البلدين، جغرافيًا وتاريخيًا وثقافيًا.
يشكل التعاون مع دولة الصومال الفيدرالية خطوة مهمة على طريق تضييق الخناق على أي مؤامرات من شأنها إحداث اختراقات للجزيرة الهادئة بعد مرور عام من تطهيرها من قبضة مليشيات الإخوان الإرهابية، والتي عملت جاهدة على تهيئة البيئة الملائمة لتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية تركية لتشكل خطراً داهمًا يهدد الملاحة البحرية وتعد خرقاً للأمن القومي العربي.
وفي نهاية سبتمبر من العام 2017 جرى افتتاح القاعدة تركية على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب غرب العاصمة مقديشو على ساحل المحيط الهندي، وصنفت الأكبر لتركيا في الخارج إذ تسع لنحو 3 آلاف جندي، وهي قريبة من جزيرة أرخبيل سقطرى والتي ظلت هدفًا لأنقرة والتي استهدفت تحويل قواعدها لكماشة على ساحل المحيط الهندي.
يرى مراقبون أن التعاون مع دولة الصومال الفيدرالية يؤكد أن الانتقالي لديه القدرة على تحييد الجزيرة الهادئة بعيداً عن أي صراعات أيدلوجية في تلك المنطقة، وأن التعاون لمواجهة خطر الإرهاب يجعل هناك معلومات متوفرة لدى الجنوب من جانب ودولة الصومال على الجانب الآخر للتعامل مع أي تهديدات.
يعبر اللقاء الذي عقده الرئيس عيدروس الزبيدي اليوم الاثنين مع السفير الصومالي بمثابة ضربة قوية للمشروعات المعادية للجنوب والتي اختارت بعناية جزيرة أرخبيل سقطرى لتكون مدخلاً لتهديد الجنوب، تحديداً وأن الشرعية الإخوانية طالما عملت على بث شائعات حاولت من خلالها إحداث الوقيعة بين الانتقالي ودولة الصومال لإثارة الفوضى في الأرخبيل.
وكانت دوائر محسوبة على الشرعية الإخوانية قد طالبت بشكل علني وصريح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل في أرخبيل سقطرى أسوة بتدخلاته السابقة في عدد من البلدان العربية الأخرى غير أن الانتقالي كان له رأي آخر بعد أن خلًص الأرخبيل من ممارساتها الاحتلالية، وأسقط مشروع المليشيات الإرهابية والعصابات المسلحة التي كانت تعمل لتنفيذ الأجندة التركية والقطرية.
وفطن الانتقالي مبكراً للمؤمرات التركية، إذ أدرك أن مليشيات الإخوان ما هي إلى باب خلفي تلجأ إليه تركيا من أجل تأمين قواعدها في القرن الإفريقي، وبالتالي فإنه أولى اهتماما بتأمين الجزيرة على المستوى الداخلي وأبدى اهتماما بالعناصر الأمنية التي تكون مهمتها ضبط الأمن وسد المنافذ أمام أي تحركات تستهدف خلخلة الأوضاع مجددا بعد تطهير الجزيرة من المليشيات الإرهابية.
وأثنى رأفت الثقلي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى، على جهود الأجهزة الأمنية والأمن العام في حماية مدينة حديبو، ودعا خلال زيارة تفقدية لمقر الأمن في المدينة إلى مضاعفة جهود دعائم الأمن والتعامل بحزم مع بلاغات المواطنين، للقضاء على ظاهرة إطلاق النار بالمناسبات.
وثمن الثقلي اليقظة والحس الأمني لأفراد الأمن وإخلاصهم في أداء الواجب والتصدي للأعمال التخريبية منعا لزعزعة الاستقرار.