رعب حوثي من تزايد احتمالات المواجهة بين إيران والغرب
تزايدت احتمالات نشوب حرب بين إيران وأذرعها الإرهابية من جانب وبين القوى الغربية والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على الجانب الآخر، وذلك بعد أن تصاعدت وتيرة التهديدات الإيرانية في خليج عدن تزامنًا مع تنصيب الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، في الوقت الذي وجهت فيه الولايات المتحدة تحذيرات شديدة اللهجة لطهران بأن ردها على جرائمها سيكون "جماعيًا".
وحمل حضور أذرع طهران الإرهابية حفل مراسل تنصيب رئيسي رسائل عديدة مفادها أن ممثلي المليشيات الإيرانية من العرب وهم ( حزب الله اللبناني – حركة حماس بقطاع غزة – والحركات الشيعية في العراق – والمليشيات الحوثية الإرهابية باليمن) سيكونون جزءا من الصراع المستقبلي، وسط توقعات بأن يجري توظفيها لرد الجميل إلى طهران التي تستمر في دعمها على مدار سنوات طويلة.
يشكل استخدام المليشيات الحوثية في الحروب التي قد تخوضها طهران في المستقبل هاجسًا بالنسبة لقيادات المليشيات لأن الدخول في صراعات مسلحة مع القوى العظمى في العالم يعني أن التمويل الذي يأتي إليها سيتأثر سلبًا وقد يتقلص بصورة كبيرة، كما أنها سيكون عليها أن تنخرط في هذه الصراعات لخدمة إيران، ولن يكون كافيًا إقدامها بارتكاب جرائم إرهابية على المستوى المحلي لإرضاء طهران.
وذكر تقرير سابق لمركز الدراسات الإستراتيجية والعسكرية أن أية مواجهة عسكرية بين إيران والدول الغربية ستكون ساحتها ثلاثة مواقع بذاتها، هي "الناقلات النفطية والتجارية في منطقة الخليج العربي، والمواقع الأساسية للمفاعلات النووية الإيرانية، إلى جانب الدول التي تملك إيران أذرعا عسكرية فيها".
وحدد التقرير الخسائر المادية خلال الأسبوع الأول من أية مواجهة بحوالي ألف مليار دولار من الخسائر، وتوقع أن تؤدي نتائجها السياسية إلى تحولات سياسية دراماتيكية على مستوى المنطقة، ولعشرات السنوات القادمة.
وبناء على ذلك فإن المتوقع أن يجري فرض عقوبات على مليشيات إيران حال جرى الدخول في صراعات مسلحة واسعة النطاق، لأن الولايات المتحدة لن تسمح بأن تتعرض للتهديد بشكل مباشر من جانب أذرع إيران الإرهابية، ومن المتوقع أيضًا في تلك الحالة إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية، وهو ما يبث الرعب في عناصرها الذين سيتفرغون لكنز الأموال وتحصين أنفسهم من أي تطورات قد لا تكون في صالح المليشيات.
وتزايد الصراع بين المليشيات الحوثية على قطاع الاتصالات الذي يدر مليارات إلى خزينة المليشيات الإرهابية، ورفض نائب وزير الاتصالات في حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها المدعو هاشم الشامي، اجتماعا دعا إليه وزير الاتصالات الحوثي المدعو مسفر النمير وسط تصاعد الصراع بين القياديين على النفوذ والصلاحيات.
وقال مصدر مطلع لموقع "المشهد العربي" إن الشامي وجه المدراء في مؤسسة الاتصالات وشركة يمن موبايل وتليمن بعدم حضور الاجتماع الذي دعا إليه النمير، مشيراً أن الأخير اضطر إلى عقد اجتماع بحضور وكلاء وزارته ومدراء العموم لبحث ما يقول عنه تنفيذ رؤية تطوير قطاع الاتصالات.
وأوضح أن الوزير الحوثي الذي نزعت منه صلاحياته يحاول العودة من باب خطة تطوير قطاع الاتصالات التي يسعى لاعتمادها والإشراف على تنفيذها ليكون مدخلا جديدا له للسيطرة على مؤسسات الاتصالات التي أصبحت تحت سيطرة نائبه المدعوم من المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي.
ومن المتوقع أن تتزايد مثل هذه الوقائع والخلافات في المستقبل، تحديدا وأن وكالة بلومبيرغ الأمريكية نشرت، الاثنين، تقريرا استبعدت فيه توصل المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية لاختراق كبير.
وقالت الوكالة في تقرير نقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنه "نظرًا لأن إيران وجدت طرقًا لمواجهة العقوبات الأمريكية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تواجه حقيقة مقلقة، مفادها أن العودة إلى الاتفاق النووي ربما لم تعد ممكنة"، وهو ما يضاعف من فرص اندلاع الصراع.