تراجع الدولار.. الانتقالي يهزم الشرعية في معركة العملة

الأربعاء 11 أغسطس 2021 18:03:18
testus -US

رأي المشهد العربي

تلقت الشرعية الإخوانية لطمة جديدة في الجنوب بعد أن أحبط المجلس الانتقالي خططها الساعية لمعاقبة المواطنين عبر ما يمكن تسميته بـ"حرب الدولار" والتي تسببت في انخفاضات تاريخية في سعر العملة المحلية بمواجهة العملات الأجنبية، ما يعد انتصارا سياسيًا جديدا حققه الجنوب في مواجهة قوى الشمال المحتلة وإن كان هذه المرة بأدوات اقتصادية فاعلة.

بدأت العملة المحلية في التعافي من التدهور الحاد الذي لحق بها منذ شهر تقريبًا بسبب فساد الشرعية الإخوانية وتراخي مؤسساتها المالية والاقتصادية في التعامل مع الانخفاضات المتتالية وهو ما قاد لأكبر أزمة اقتصادية بالجنوب منذ فترات طويلة، وهبط الدولار الأمريكي دون مستوى الـ 1000 ريال لأول مرة منذ أسابيع، وسط ارتفاعات جنونية لكافة أسعار السلع والخدمات.

انعكست القرارات التي اتخذتها اللجنة الاقتصادية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، وشركات الصرافة وجمعية الصرافين، وفروع البنوك التجارية في العاصمة عدن، أمس الأول الاثنين على أسعار الصرف، وبدا واضحًا أن خطة الانتقالي للوصول خلال خمسة أيام إلى سعر 240 ريالًا يمنيًا مقابل الريال السعودي تمضي في الطريق السليم.

هناك جملة من العوامل التي تبرهن على أن الانتقالي حقق انتصارا سياسيًا مهما خلال الساعات الماضية، إذ أثبت أنه الكيان السياسي الوحيد القادر على التعامل مع أزمات الجنوب، وقدم للمجتمع الدولي ما يثبت أن تحركاته لاستعادة دولة الجنوب مبنية على أسس سليمة تضمن استقرار الأوضاع في محافظات الجنوب، وأنه لديه الهيئات القادرة على اتخاذ قرارات سياسية واقتصادية وأمنية سليمة من شأنها تقويض خطر الإرهاب.

وكذلك فإن الانتقالي استطاع أن يؤكد أن إدارة محافظات الجنوب لن تكون بحاجة إلى وزراء الشرعية الإخوانية الذين فروا هاربين من العاصمة عدن ولم يكن لديهم أي أدوار خدمية أو اقتصادية أو تنموية خلال الأشهر الماضية، في حين أثبت وزراء الجنوب بالتعاون مع الهيئات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أنهم قادرين على التعامل مع المؤامرات العديدة التي تحاك ضد المواطنين الأبرياء.

برهن المجلس الانتقالي على أن ما يتعرض له الجنوب هو مؤامرة من قوى الشمال المحتلة، وحينما توفرت الرغبة الصادقة لإيجاد حلول تحسنت الأوضاع بشكل مباشر على الأرض، وهو ما يضع الشرعية الإخوانية في مأزق لأنها طالما حملت الانتقالي مسؤولية فشل اتفاق الرياض وتدهور الأوضاع بوجه، وانكشف كذبها الآن وثبت بالأدلة والبراهين أنها تمارس إجرامها بحق الجنوب.

أكد الانتقالي أن الشرعية تقف في زاوية واحدة مع القوى المعادية للتحالف العربي وأن محاولتها خلق بؤرة فوضى في الجنوب عبر استخدام أدوات وألاعيب اقتصادية استهدف بعثرة أوراق الحل وخدمة مباشرة للمخططات التركية الإيرانية القطرية التي تسعى لإطالة أمد الصراع، وأن هناك حبلا سريًا يربط بين نهب ثروات الجنوب وتهريبها إلى الشمال وبين استمرار الإرهاب الحوثي الذي يستفيد مباشرة من فساد الشرعية.