حصانة شعبية للانتقالي لاستكمال التحرير واستعادة الدولة
رأي المشهد العربي
يبني المجلس الانتقالي الجنوبي قراراته المصيرية على أسس تضمن تحقيق مصالح المواطنين، لعل آخرها الإجراءات الاقتصادية والمالية المهمة التي قادت إلى انخفاض قيمة العملة الصعبة، ما يجعل هناك حصانة شعبية يتمتع بها تمكنه من مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب وتدفع خطواته نحو استعادة الدولة إلى الأمام.
يضع الانتقالي المصلحة الوطنية العليا لأبناء الجنوب نصب عينيه وبالتالي فهو يحظى بتأييد شعبي جارف في كافة المحافظات، وحققت خطواته منذ أن لعب دورا بارزا في تخليص الجنوب من العناصر الإرهابية نتائج إيجابية على الأرض تلخصت في أنه أصبح ممثلا شرعيًا عن الجنوب وقضيته العادلة أمام المجتمع الدولي وأثبت أن هناك قوة لا يمكن تجاوزها في أي حل سياسي مستقبلي وبرهن على أن هناك إرادة جنوبية قوية لاستعادة الدولة.
دعمت شعبية الانتقالي في الجنوب الخطوات التي وضعها المجلس لوضع لبنة أساس الدولة واستطاع أن يشكل قوات مسلحة جنوبية قوية ومنظمة تحظى باحترام كل جنوبي وتتمتع بتأييد شعبي كبير يظهر واضحًا في القوافل الشعبية الداعمة للمرابطين على الجبهات المختلفة، كما أن شعبيته جعلت هناك دعما كبيرا للمؤسسة التشريعية في الجنوب ممثلة في الجمعية الوطنية والتي كانت دورتها الرابعة المنعقدة مؤخرا دليلا على أنها تلمس نبض المواطنين وتتفاعل مع مشكلاتهم.
ولعبت الوحدات المحلية للانتقالي المنتشرة في غالبية المديريات والمحافظات الجنوبية دورا فاعلا في التعامل مع الأزمات الحياتية اليومية التي يتعرض لها الأبرياء في ظل حروب الخدمات التي تشنها الشرعية وساهمت في مد جسور الثقة بين الانتقالي ومواطنيه، وأكدت أن أبناء الجنوب قادرون على التعامل مع مشكلاتهم وأن هناك حائط صد شعبي يقف أمام الممارسات الاحتلالية لقوى الاحتلال التي تستهدف معاقبة المواطنين بتخريب البيئة المحيطة بهم.
حينما يقود المجلس الانتقالي جهوده الدبلوماسية لدعم قضية الجنوب فإنه يحتمي بحصانة شعبية تدعم كافة تحركاته، بل أنه يكون حريصًا على أن يكون هناك توافق جنوبي حول هذه التحركات، ولعل الاستعداد لبدء جلسات الحوار الجنوبي تبرهن على أن المجلس يبحث عن كل ما يدعم تماسك النسيج المجتمعي والسياسي في الجنوب ويبتعد عن أي خلافات من شأنها أن تعرقل تحقيق الهدف الأساسي والمتمثل في استعادة الدولة.
يمكن القول إن وضع شعب الجنوب "ترمومتر" يقيس عليه الانتقالي خطواته هو الطريق الأسلم نحو إنهاء الاحتلال والحصول على الاستقلال، لأنه لا يمكن الوقوف أمام إرادة شعب بأكمله مهما كانت المؤامرات وطالما أن هناك إيمان بالقضية وثوابتها فإن الانتصار سيتحقق لا محالة وأن كل نجاح يحققه الانتقالي على الأرض بمثابة خطوة جديدة على طريق الوصول إلى دولة الجنوب.
لعل ذلك ما يجعل الشرعية الإخوانية في حالة من التخبط فتلجأ تارة إلى التعاون مع العناصر الإرهابية وأخرى للتنسيق مع المليشيات الحوثية وفي بعض الأحيان تحاول اختراق الجنوب من خلال العمليات العسكرية المباشرة وفي مرات أخرى تلجأ إلى حروب الخدمات بأشكالها المختلفة لكنها في النهاية لن تستطيع أن تزعزع إيمان المواطنين بقضيتهم وهدفهم الأسمى.