الانتقالي يجمع شمل الوطن بالحوار الجنوبي
رأي المشهد العربي:
يمضي المجلس الانتقالي الجنوبي في طريقه نحو عقد الحوار الجنوبي الذي يجهز له منذ فترة ويُنهي ترتيباته الأخيرة، بالرغم من الأشواك العديدة التي حاولت الشرعية الإخوانية زرعها لإفشاله، ما يؤكد أن هناك إرادة سياسية جنوبية نحو إنهاء أي شكل من أشكال الانقسام الداخلي والتي قد تقوض جهود استعادة الدولة وإنهاء الاحتلال اليمني.
وتحظى خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي نحو تدشين الحوار بتأييد شعبي جارف وهو ما يشكل دافعا للأطراف المختلفة للانخراط في نقاشات تستهدف الوصول إلى أرضية مشتركة تضمن تحقيق الهدف الأسمى متمثلا في استعادة الدولة، وتدحض المؤامرات الشمالية التي تستهدف إغراق الجنوب في الفوضى وشغله عن أهدافه الأساسية لخدمة مخططات قوى إقليمية معادية لديها رغبة في إطالة أمد الصراع والسيطرة على مقدرات الجنوب.
وبرهن المجلس من خلال دعوته للحوار وإصراره على نجاحه منهجه الديمقراطي باعتباره المظلة السياسية والاجتماعية والأمنية والشعبية لقضية الجنوب العادلة، وأن تجاوزه للتفاصيل الصغيرة لصالح التركيز على أهداف قومية أكبر يبرهن على أساسات سليمة لقيادة دولة الجنوب بعيدا عن إرهاب القوى اليمنية، ويدرك أن الحكم الرشيد يشكل حصانة مهمة لأي تهديدات مستقبلية.
ويسعى الانتقالي من خلال الحوار تحقيق جملة من الأهداف المهمة، على رأسها الحفاظ على النسيج المجتمعي الجنوبي في ظل محاولات قوى معادية إحداث تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية للجنوب من خلال عمليات النزوح السياسي المستمرة من محافظات الشمال، إلى جانب عمليات السطو على الأراضي وتسكين الشماليين فيها، وهو ما يتطلب وقفة حاسمة لكل أبناء الجنوب في وجه هذه الممارسات الاحتلالية.
وكذلك فإن الانتقالي يستهدف فضح القوى التي تحمل اسم الجنوب لكنها بمثابة أذرع إرهابية تابعة لقوى اليمن المحتلة، لأن رفضها المبادئ الأساسية لاستعادة دولة الجنوب يبرهن على أن هذه القوى ليست جنوبية وإنما خاضعة لتوجهات الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية، ويشكل فضح هذه القوى أمرا مهما لبناء وعي المواطنين وتحصينهم من أي محاولات لخداعهم.
العامل الأهم في الحوار أنه يثبت للمجتمع الدولي أن هناك تكاتفا جنوبيا ضد المؤامرات التي تحاك ضده، وأن التحركات النشطة للمجلس الانتقالي الجنوبي على مستويات دبلوماسية عديدة تحظى بتوافق داخلي، وهي رسالة مهمة على أن هناك قوة فاعلة على الأرض لديها القدرة على الوقوف حائط صد أمام ممارسات الاحتلال، وهو أمر لا ينفصل عن الصورة الذهنية التي صنعها الانتقالي عن الجنوب أمام دوائر إقليمية عديدة للحصول على دعمها نحو استعادة الدولة.
يعد الحوار وسيلة تواصل قادرة على إذابة جليد أي خلافات من الممكن أن تنفذ من خلالها الشرعية إلى الجنوب، وبالتالي فإنه لا يقل أهمية عن الاستعدادات الأمنية والعسكرية لتأمين الجنوب، وفي حال نجاحه فإن الانتقالي سيكون قد نجح في تطبيق المفاهيم المتطورة لحماية الأمن القومي، وهو ما يُفسر إصراره على أن يتجاوز أشواك الشرعية ويصل إلى نقطة الحوار التي ستفتح مزيدا من أبواب الحل للقضية الجنوبية العادلة.