الانتقالي يحصن لحج من إرهاب الشرعية وعدوان الحوثي
اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من القرارات المهمة لتحصين محافظة لحج التي تشهد تصعيداً يأخذ أشكالاً مختلفة من جانب الشرعية الإخوانية التي تخطط لإدخال المحافظة في دوامة الفوضى عبر تأزيم الأوضاع الاقتصادية، إلى جانب مجابهة المليشيات الحوثية الإرهابية التي تحاول اختراق جبهاتها لكنها تواجه بقوة عسكرية وأمنية جنوبية تدحض عدوانها.
أعاد الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس السبت، هيكلة قيادة قوات الحزام الأمني في محافظة لحج، وأصدر قرارًا بتعيين حسين خالد حسين السعيدي، قائدًا للحزام الأمني في المحافظة، وتوفيق سعيد حسن الصبيحي، نائبًا له، وثابت يسلم حسين العلوي، ركن عمليات الحزام الأمني.
وقبل هذه القرارات بيوم واحد ، قرر الرئيس عيدروس الزُبيدي تعيين منصور صالح أحمد سعيد الصماتي، رئيسًا للهيئة التنفيذية للمجلس في طور الباحة بمحافظة لحج، ووجه القرار - الذي حمل رقم 68 لعام 2021 - في مادته الثانية بدخوله حيز النفاذ من تاريخ صدوره، ونشره بوسائل إعلام المجلس.
يرى مراقبون أن خطوات الانتقالي تستهدف تفعيل الأدوات العسكرية والإدارية على الأرض للتعامل مع مليشيات الحوثي والإخوان، في ظل تنامي التنسيق والتعاون بينهما، إذ أن المحافظة كانت شاهدة خلال الأشهر الماضية على إقدام المحافظ المدعو أحمد تركي الخاضع لسلطة الإخوان على خلق بيئة فوضوية تدعم اختراق المليشيات الحوثية للمحافظة، وهو ما تطلب مواجهة أكثر حسمًا لتأمين المحافظة.
واستطاعت قوات الحزام الأمني أن تفشل محاولات اختراق المحافظة من جانب المليشيات الحوثية التي ضاعفت من تعزيزاتها إلى حدودها طيلة الأشهر الماضية، لكنها لم تحقق إحداث اختراق يذكر بالرغم من مساعي الشرعية لوضع كماشة حوثية حول المحافظة من خلال إصلاح الطريق الواصل بين تعز ولحج لتسهيل وصول الآلات والمعدات العسكرية الحوثية إلى جانب غض الطرف عن محاولات الحوثي لاختراق المحافظة من جهة طورالباحة.
وقبل أيام كرمت قيادة الحزام الأمني في مديرية المسيمير عناصره الأمنية ذات الكفاءة، وذلك كتقدير معنوي للكفاءات ضمن صفوف القوات، وإبراز الخبرات الواسعة بينهم، وعبرت قيادة الحزام الأمني في المسيمير، عن تقديرها لجهود المنتسبين وتضحياتهم في حفظ الأمن رغم انقطاع الرواتب.
لا تنفصل مخططات الشرعية لإغراق لحج في الفوضى عن مساعيها لاختراق العاصمة عدن، وهو أمر أضحى عصيًا عليها من خلال الوسائل العسكرية المباشرة، وأدركت أنها لن تستطع أن تدخل في مواجهات مع القوات المسلحة الجنوبية أو الأحزمة الأمنية الجنوبية، وهو ما يجعلها تكثف تحركاتها على مستويات اقتصادية وخدمية عديدة لتمهيد البيئة المواتية لتحقيق مخططاتها.
تصاعد الغضب الشعبي في محافظة لحج، جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية وانهيار الخدمات، حيث أشعل محتجون في مدينة العند بمديرية تبن، أمس السبت، النيران في إطارات السيارات وأوقفوا حركة المرور على الطريق الواصل بين المدينة وعاصمة المحافظة.
وردد المحتجون هتافات رافضة لحصار الشرعية الإخوانية للجنوب وحربها على البسطاء من المواطنين الجنوبيين، وحذروا الشرعية الإخوانية من تداعيات قطع الرواتب والتلاعب بأسعار العملات وتعطيل الخدمات، مؤكدين أنها تدفعهم إلى حافة المجاعة.
يدرك الجنوب جيداً حجم المؤامرات التي تحاك ضد لحج وهو ما يٌفسر تزايد الاهتمام بالإجراءات العسكرية لتأمين المحافظة، والتي كان بينها عقد قيادة المقاومة الجنوبية في مديرية طورالباحة،
اجتماعاً مهماً الأسبوع الماضي ناقشت خلاله مهام قواتها دفاعًا عن الجنوب من عدوان مليشيات الحوثي الارهابية ومليشيات الشرعية الإخوانية.
واتفق القادة على رفع الجاهزية العسكرية واستنفار القوات لمواجهة أي مغامرة من المليشيا المدعومة من إيران، وإحباط أطماعها في الجنوب، وحذروا من تكالب الأعداء على الجنوب، مدفوعين بالرغبة في إيقاف قطار إنجازاته، مشددين على حماية مكتسبات الجنوب لاستعادة الدولة كاملة السيادة.