عدن العصية على مؤامرات الشرعية
رأي المشهد العربي
منذ أن جرى تطهير العاصمة عدن من المجاميع الإرهابية التابعة للشرعية الإخوانية فشلت جميع المحاولات التي استهدفت اختراق عاصمة الجنوب، واستخدمت قوى الاحتلال اليمنية كافة الأساليب والأدوات التي تمكنها من النفاذ إليها لكن في كل مرة كانت القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية تقف بالمرصاد لهذه المحاولات.
لجأت الشرعية الإخوانية إلى العمليات العسكرية المباشرة لكن محاولاتها تحطمت على صخرة القوات المسلحة الجنوبية، ودعمت الإرهاب الحوثي عبر استهداف مطار عدن أثناء وصول حكومة المناصفة لكن محاولتها البائسة باءت بالفشل أيضا بعد أن استعادت الأجهزة الأمنية والعسكرية تماسكها سريعا عقب الحادث.
وعوّلت على إحداث فوضى خدمية وأمنية واجتماعية لكنها اصطدمت بتماسك شعبي ويقظة أمنية أحبطا تحركات خلاياها النائمة وجرى القبض على العشرات من هذه العناصر، وأخيرا جربت إشهار سلاح العمليات الإرهابية لكنه أيضا لم يحقق الهدف المرجو منه.
تكررت محاولات الشرعية الإخوانية خلق بيئة فوضوية في عدن، سواء كان ذلك من خلال عمليات النزوح السياسي من المحافظات الشمالية وتهريبها إلى الجنوب بحجة الهروب من الإرهاب الحوثي، أو عبر ترك فراغ تنفيذي من خلال تهريب وزرائها داخل الحكومة، أو من خلال توظيف الأشخاص المحسوبين عليها لعرقلة مسيرة التنمية التي يقودها المحافظ أحمد حامد لملس، أو عبر افتعال أزمات معيشية وشن حروب الدولار، ونهاية بتهريب الأسلحة لتوصيلها إلى خلاياها النائمة.
يمكن النظر إلى نجاح الأجهزة الأمنية في العاصمة بضبط شحنة ضخمة من الذخائر المهربة قبل دخولها إلى عدن، ضمن هذه المؤامرات التي لا تتوقف، وبحسب مصادر أمنية فإن الأسلحة تنوعت بين أسلحة خفيفة ومتوسطة، كانت مخبأة في سيارة نوع هيلوكس قادمة من مأرب.
هناك أبعاد وتفسيرات عديدة وراء هذه المحاولة، إذ أنها تعني أن الشرعية فشلت في كافة المحاولات التي تدعم وصولها إلى العاصمة ولم يبق أمامها سوى محاولة تهديد أمن عدن من خلال إغراق المدينة بالأسلحة التي قد يجري توظيفها في أعمال عنف، وتبرهن أيضا على أنها تواجه أزمات داخلية عديدة لأنها خسرت معظم محافظات الشمال وتحاصر برفض شعبي في مناطق تواجدها بالجنوب وبالتالي فإنها تبحث عن جبهة جديدة لتحقيق انتصار معنوي.
لا تنفصل محاولة تهريب الأسلحة عن الحادث الإرهابي الذي وقع قبل أيام في مديرية دار سعد، عبر تفجير سيارة مفخخة على الخط العام ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة مدير شرطة دار سعد ومرافقه وثلاثة مواطنين، وهو ما يشي بأنها قد تشهر سلاح العمليات الإرهابية كمحاولة بائسة لاختراق عدن.
تستهدف الشرعية الإخوانية التأثير على الجهود الأمنية الفاعلة في عدن والتي نجحت في تحصين العاصمة من العمليات الإرهابية، وتحاول تخريب جهود الأجهزة الأمنية التي تشن حملات مستمرة لحظر حمل السلاح غير المرخص في العاصمة وهي خطوة انعكس مردودها الإيجابي على حالة الاستقرار والهدوء التي شهدتها العاصمة خلال الفترة الماضية.