وأد شائعات الشرعية: مبادرات الانتقالي لدعم إعلام الجنوب
المتابع لأنشطة المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة المهمة من مسيرة القضية الجنوبية يجدها تمتد بقوة وكثافة في مختلف المجالات البنيوية والحيوية.
من أبرز تلك المجالات الإعلام بمختلف وسائله وأدواته. ولا يخفى ما لوسائل الإعلام في المجتمع المعاصر من وظائف مهمة، وأدوار محورية، لا يستغني عنها الوطن والمواطن.
وتبرز أهمية هذه الوظائف والأدوار في هذه الآونة التي تشهد مراوغات ومناورات ومؤامرات الشرعية الإخوانية الإرهابية ضد الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال ترويج الشائعات والأكاذيب والمزاعم لتثبيط همم الجنوبيين، وبث أسباب الفرقة، وإشاعة اليأس والإحباط في صفوفهم.
مواجهة تلك الأساليب والممارسات تحتاج إلى إعلام جنوبي قوي ويقظ وقادر على فضح تلك الأكاذيب وإسقاط الشائعات، وتحصين المواطن الجنوبي بالحقائق لعدم التأثر بمزاعم وأكاذيب إعلام الشرعية الإخوانية الذي لا يكف عن تحريف الحقائق، الذي لم يعد يعرف سوى التواطؤ مع مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على مختلف الجبهات من خلال تسليم المواقع العسكرية بأسلحتها لتلك المليشيات، وإفساح الطريق أمامها لتعيد احتلال الأماكن والمدن والمديريات والمحافظات التي سبق طردهم منها.
تحتاج هذه المرحلة الدقيقة في عمر قضية الجنوب إلى إعلام جنوبي قوي واع يدرك تحديات الحاضر والمستقبل، ويسعى للتعريف بها، وتشجيع الجهود المبذولة لمواجهة مخاطرها، كما يدرك متطلبات بناء دولة الجنوب المستقلة ذات السيادة، ويتبنى مبادرات جادة للتعريف بها وجمع الجنوبيين عليها خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، ورئيسه الرئيس عيدروس الزُبيدي .
ويدرك الكثيرون من السياسيين والخبراء والمراقبون حقيقة أن الإعلام اليوم، بما يؤدي من وظائف مهمة وما له من آثار فاعلة في حياة الناس، يعدّ سلاحا قويا، لا يقل أثره عن الرشاشات والمدافع، وينصحون باستخدامه بالطريقة الصحيحة، لضمان إسهامه في بناء دولة الجنوب المستقلة ذات السيادة.
انطلاقا من هذه الحقائق لم يكن من قبيل المصادفة أن يتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي ورشة تدريبية كبرى للكوادر الإعلامية في إدارات إعلام انتقالي أبين، نظمتها الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، برعاية الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وافتتحها نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الأستاذ فضل الجعدي في مقر الأمانة العامة بالعاصمة عدن.
كان الجعدي شديد الوضوح والمباشرة وهو يخاطب الإعلاميين بقوله: "عليكم نقل الصورة... ونقل واقع ما يحدث... نطالبكم دوما وأبدا بالالتزام بالأمانة الصحفية".
لم يطالبهم بإطلاق الشائعات، أو ترديد الأكاذيب، أو تشجيع النهب والعنف والإرهاب كما يفعل إعلام الشرعية الإخوانية الإرهابية، وإنما التزام الأمانة ونقل الواقع، فالمجلس الانتقالي ليس في حاجة إلى أساليب الشرعية الإخوانية الإرهابية، حيث اكتسب مكانته العالمية من خلال مصداقيته.
الورشة التدريبية التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي لن تكون الأخيرة؛ فالدائرة الإعلامية للمجلس تبذل جهودا كبيرة لتأهيل وتدريب الكوادر الإعلامية للمجلس في مختلف محافظات الجنوب، وفقا لتوجيهات الرئيس عيدروس الزُبيدي، بهدف الارتقاء بمستوى تلك الكوادر الإعلامية.
إن تحديات هذه المرحلة تفرض على الإعلام الجنوبي والكوادر الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي مواجهة تلك التحديات بالعمل الجاد المخلص الدؤوب، والوعي التام بمتطلبات هذه المرحلة، والسعي للإفادة من مختلف الوسائل الإعلامية المتاحة في الانتصار لقضايا شعب الجنوب، والدفاع عن حقوقه، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، واستعادة دولته المستقلة ذات السيادة.