رعب الشرعية في شبوة: حملة عسكرية ضد عَلَم الجنوب
إقدام الشرعية الإخوانية على شن حملة عسكرية ضد إحدى البنايات التي تزينت بعلم الجنوب في محافظة شبوة يعني أنها تعاني حالة من الرعب أمام كل ما هو جنوبي، وأن تأتي بعشرة أطقم لحصار البناية فهذا يؤكد أنها قوة محتلة ليس لديها هدف سوى احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته، ولا تشغل بالها بأي جهود عسكرية أو سياسية من الممكن أن تُنهي الحرب الحوثية المستمرة للعام السابع على التوالي.
دلائل عديدة على محاصرة الشرعية الإخوانية منزل المناضل مساعد علي الدهولي، نائب رئيس القيادة للمجلس الانتقالي الجنوبي في بيحان، لاعتقاله بعد رفع علم الجنوب.
الواقعة تبرهن على أن رفع العلم يشكل خطرا داهمًا يهدد الشرعية الإخوانية، ويستوجب استدعاءها الأطقم العسكرية للتعامل معه، في حين أنها لا تمانع في تسليم جبهات بأكملها إلى المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، دون أن يشكل ذلك بالنسبة لها أي تهديد أو خطر.
يُشكل علم الجنوب دلالة على أن هناك إيمانا راسخا بالقضية الجنوبية في عقول المواطنين، وأن ممارسات الشرعية مهما طالت لن تعيق تحقيق الانتصار وطرد الاحتلال الإخواني واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وهو أمر تدركه جيدا الشرعية الإخوانية، ويجعلها في حالة رعب باستمرار لأنها تواجه قضية عادلة لن تستطيع وأدها.
زعر الشرعية من علم الجنوب يرجع إلى أنه يشكل رمزية لهدف واحد يلتف حوله أبناء محافظات الجنوب، ويظهر ذلك في المظاهرات والاحتجاجات التي ينظمها المواطنون في مناطق مختلفة، ويكون فيها العلم مرفوعا في وجه المليشيات التابعة لها، وهو ما يدفعها لتنفيذ حملات اعتقال وتنكيل بحق المواطنين الذين يحملون العلم في أي مناسبة.
بالنظر إلى ما حدث في واقعة بيحان فإن الغضب الشعبي من حصار الشرعية للمنزل وتوافد العشرات من المواطنين دفع الشرعية للانسحاب، ما يعني أنها تدرك تماما أنها هي المحاصرة وليس أبناء المحافظة الذين يواجهون جرائمها وينتفضون رفضاً لأي انتهاكات بحقهم، وبالتالي فإن الشرعية لا تقف على أرضية صلبة بالمحافظة، وأن طردها أمر حتمي وهدف أساسي يسعى أبناء المحافظة لتحقيقه.
تواجه الشرعية الإخوانية جملة من الأزمات في الجنوب لأنها تصطدم ببسالة قوة عسكرية جنوبية على الأرض وغير قادرة على تمرير مخططها الساعي إلى تمكين المليشيات الحوثية من الجبهات الجنوبية أسوة بما حدث في الشمال، وتواجه غضبا شعبيا عارما ضد حروب الخدمات التي تشنها ضد المواطنين والتي هدفت بالأساس إلى شغلهم في مشاكلهم الداخلية بعيدا عن مواجهة احتلالها.
تتعرض الشرعية لضغوط عديدة من اتجاهات مختلفة تجعلها في حالة رعب مستمر، لأن الانتقالي يفضح ممارساتها أمام المجتمع الدولي، ويواجه حلفاءها سواء على مستوى التنظيمات الإرهابية وفي القلب منها تنظيم القاعدة أو على مستوى المليشيات الحوثية الإرهابية بضغوط دولية متصاعدة تستهدف تقويض هذه المليشيات والحد من جرائمها، وهو ما يعد بالأساس إضعافا للشرعية التي ليس لديها القدرة على التحرك بمفردها، وأضحت رهينة بيد هذه القوى المتحكمة في قرارها.