رجل الدوحة في طالبان.. الملا برادر يتجه لقيادة أفغانستان بأجندة قطرية
تشهد أفغانستان حاليا تطورات متسارعة، تثير مخاوف المجتمع الدولي من انتشار الإرهاب حول العالم، على خلفية سيطرة حركة طالبان المتطرفة على البلاد في وقت طرح البعض فيه تساؤلات حول تاريخ الحركة وقادتها وخلفياتهم وداعميهم الرئيسيين.
ووسط غموض بشأن من يقود حركة طالبان في الوقت الراهن، أثار ظهور رئيس المكتب السياسي لها الملا عبد الغني برادر في العاصمة الأفغانية كابول الجدل في الأوساط العالمية، حيث توقعت تقارير أن يكون زعيمها القادم الذي يقود أفغانستان بعد سقوطها في قبضة الحركة.
ورغم أن الزعيم الأول للحركة هو هبة الله أخوند، الذي تم اختياره عام 2016م من قبل مجلس شورى طالبان، إلا أن عدم ظهوره على الملأ حتى الآن، دفع البعض إلى تأكيد أن برادر هو القائد الفعلي للحركة.
ووفق تقارير غربية ينظر للملا عبد الغني على أنه الوجه المتشدد للحركة، فرغم أنه شغل منصب رئيس المكتب السياسي لطالبان إلا أن ذلك لا يخفي تاريخه وسجله المليء بالتمرد، ودعم الإرهاب.
ولد برادر عام 1968م في مقاطعة أوروزغان جنوب البلاد، وفي قندهار مسقط رأس حركة طالبان بدأت نشأته، حتى أنه شارك في الحرب ضد السوفيت، مقاتلاً بجانب الملا عمر، حيث أسس الرجلان حركة طالبان في أوائل التسعينيات.
قاد برادر برفقة الملا عمر تمردا لسنوات ضد الحكومة الأفغانية في تسعينيات القرن الماضي، حتى سيطرت الحركة على أفغانستان في فترة (1996-2001م)، ليتولى بعدها وزير دفاع الحكومة قبل أن تزيحها قوات الناتو برئاسة الولايات المتحدة من حكم البلاد.
ظل برادر مختفيا عن الأنظار طيلة هذه الفترة، حتى اعتقل في باكستان عام 2010م برفقة 4 من قادة الحركة في خطوة وصفت حينها من قبل الحكومة الباكستانية والولايات المتحدة الأمريكية بـ "الإنجاز العظيم في ملف الحرب على الإرهاب".
وبعد قضائه 8 سنوات في السجون الباكستانية، أطلق سراحه بضغط من أمريكا وقطر بغية فتح مجال للمفاوضات مع طالبان، ليصبح الملا عبد الغني بعد ذلك أبرز قادتها ورئيسا لمكتبها السياسي في الدوحة.
وأكدت تقارير غربية أن رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الذي لم يزر أفغانستان طيلة عقدين عاد إلى البلاد بعد أيام من سقوطها في قبضة طالبان؛ قادما من الدوحة، حيث تربطه علاقات قوية بالمسؤولين القطريين نظرا لإقامته التي تخطت ثلاث سنوات هناك.
واستضافت قطر لسنوات مفاوضات بين السلطة الأفغانية والملا عبد الغني برادر بصفته رئيساً للمكتب السياسي لطالبان، تحت حجج واهية منها مشاركة الأخيرة في الحكومة وتقاسم السلطة لإعادة الاستقرار لأفغانستان، الأمر الذي لم يقنع دولا عديدة اتهمت الدوحة بدعم الحركة وقادتها من أجل السيطرة على البلاد.
ويرى مراقبون أن لقطر دورا كبيرا في إسقاط أفغانستان في قبضة طالبان، وذلك لعلاقة قادة الحركة القوية بالدوحة، فقبل أيام قليلة من الاجتياح الطالباني للعاصمة كابول، عقد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لقاء مع الملا عبد الغني برادر لم تكشف جميع تفاصيله للإعلام.
ونقلت وسائل إعلامية أن الجانبين ناقشا "آخر التطورات الميدانية في أفغانستان"، وهو ما يعكس التنسيق الكامل بين طالبان وقطر لإسقاط الحكومة الأفغانية قبل ساعات قليلة من سقوط العاصمة كابول، ما يكشف دور الدوحة المحوري في سيطرة الحركة على كامل أفغانستان.