جاهزية عسكرية وترتيبات محلية.. استنفار جنوبي لمواجهة تصعيد الحوثي
كثفت القوات المسلحة الجنوبية من استعدادها للتعامل مع تصعيد المليشيات الحوثية عملياتها العسكرية باتجاه الجنوب، وذلك بعد أن رصدت خلال الأيام الماضية توجيه تعزيزات عسكرية للمليشيات المدعومة من إيران باتجاه محافظة الضالع، وذلك في الوقت الذي ناقشت فيه وحدات الانتقالي المحلية في شبوة خطورة وصول الحوثي إلى حدود المحافظة.
رصدت وحدات الاستطلاع التابعة للقوات المسلحة الجنوبية في محافظة الضالع، اليوم الاثنين، تجمع مسلحي مليشيا الحوثي الإرهابية، استعدادًا لتوجيه تعزيزات إلى باب غلق والفاخر، ووجهت إليها ضربات مكثفة بسلاح الدبابات، وحققت إصابات دقيقة لأهدافها.
هاجمت القوات المسلحة الجنوبية، في جبهة مريس، اليوم أيضًا، بؤرة تمركز لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في منطقة يعيس جنوبي مدينة دمت، وردت المليشيات الحوثية الإرهابية بقصف عشوائي اندلعت بعده مواجهات محتدمة نحو ساعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تندلع فيها اشتباكات بين القوات المسلحة الجنوبية والمليشيات الحوثية الإرهابية في جبهة الضالع، في غضون أيام قليلة، إذ استهدف أبناء الجنوب المرابطين في قطاع بتار تجمعًا لعناصر المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا، ما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين بين صفوفهم، الجمعة الماضية.
اندلعت معركة شرسة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة استمرت نحو ساعة ونصف، وتوسعت دائرة المواجهات فيها باتجاه قطاعي صبيرة-الجب وحبيل الدهنة شرقًا ومواقع الحرة قروض في قطاع الثوخب غربًا، لكن من دون أن تتمكن المليشيات الحوثية تحقيق تقدم يذكر.
يولي المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمامًا فاعلاً بتأمين جبهات الضالع وتلقى القوات الجنوبية دعمًا ليس فقط على المستوى السياسي والعسكري ولكن أيضًا على المستوى الشعبي وبين الحين والآخر ينظم أبناء الجنوب قوافل دعم يكون لها أثر فاعل في نفوس المرابطين على الجبهات بالإضافة إلى التحديث العسكري المستمر للقوات الجنوبية التي تستبق أي محاولة حوثية للتقدم وتتعامل معها.
أضحى لدى المليشيات الحوثية ما يمكن تسميته بـ"العقدة الجنوبية"، بعد أن حققت القوات المسلحة الجنوبية انتصارات عديدة على العناصر المدعومة من إيران وأنهت احتلالها في غضون أشهر قليلة، ولم تفلح كافة المحاولات لاختراق العمق الجنوبي خلال السنوات الماضية، وهو ما دفع الحوثي للتنسيق مع الشرعية الإخوانية بحثًا عن إمكانية اختراق الجنوب سواء من خلال جبهة شبوة الخاضغة لسلطة الإخوان الإرهابية، أو من خلال جبهة لحج التي تؤمنها القوات الجنوبية وتحافظ على تماسكها.
وأمام محاولات اختراق شبوة تحركت الوحدات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة وبحثت الهيئة التنفيذية للمجلس بمديرية عين تداعيات اقتراب مليشيات الحوثي الإرهابية من الحدود الإدارية للمديرية، واستنكرت اليوم الاثنين، تخاذل الشرعية الإخوانية في تعزيز الدفاعات عن حدود مديرية عين.
تبرهن تحركات الوحدات المحلية في شبوة على أن هناك استنفار جنوبي في التعامل مع أي تهديدات حوثية متوقعة في ظل التعاون والتنسيق مع الشرعية الإخوانية، لأن الطرفان سيحاولان وأد أي محاولات للعودة مجدداً إلى تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وسيجري التعامل مع التحركات الدولية الداعمة للاتفاق من خلال تصعيد العمليات العسكرية ضد الجنوب.
يرى مراقبون أن أبناء الجنوب لن يسمحوا بتكرار مخططات تسليم وتسلم جبهات الشمال في محافظاتهم، وأن إقدام الشرعية على مثل هذه الممارسات سيكون محل رفض شعبي واسع، وأن مناقشة تداعيات التنسيق بين الطرفين في شبوة يؤشر على إمكانية التصعيد الشعبي الذي سيأخذ أشكالاً عديدة في وجه المؤامرات الاحتلالية للجنوب.
ما يظهر من خلال دعوة الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، إلى الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، والتأهب لأي مؤامرات ضد الجنوب وشعبه وقضيته العادلة.