مكاييل قطر: مواقف متناقضة.. ولا تراجع عن صناعة الإرهاب
تتجسد مواقف قطر الداعمة للإرهاب من خلال مواقفها الدبلوماسية التي تتخذها تجاه تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. ويظهر تقاربها مع التنظيمات الإرهابية عبر غضها الطرف عن إدانة كثير من العمليات الإجرامية التي شهدتها عدد من البلدان العربية خلال السنوات الماضية في الوقت الذي تنتفض فيه دفاعا عن جماعات وتنظيمات إرهابية أخرى.
يمكن ترجمة مواقف قطر ودعمها الإرهاب من خلال توجهاتها السياسية منذ تطورات الأوضاع في أفغانستان، إذ أنها لم تعبر عن قلقها من سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة هناك، ولم تؤرقها حالة الفوضى التي تسبب فيها التنظيم الإرهابي منذ أن استغل الانسحاب الأمريكي في الوصول إلى العاصمة كابول، والسيطرة على القصر الرئاسي.
وانتفضت حينما وقع تفجيران في محيط مطار كابول، وبدا أنه عمل موجه ضد حركة طالبان التي ترعاها وتعمل على تقوية شوكتها منذ سنوات طويلة، وأعربت عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجيرات التي استهدفت محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى".
تدرك قطر أن إدانتها سوف تكون محل استغراب لدى قطاعات شعبية عديدة لذلك حاولت تجميل صورتها من خلال بيان الإدانة الذيب صدر عن وزارة الخارجية، وأكدت خلاله على "موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب"، وهو ما برهن على أن الدوحة تحاول التغطية على مواقفها الغادرة للدولة العربية بعد أن اعتادت غض الطرف عن كثير من الجرائم الإرهابية التي تورطت فيها تنظيمات وجماعات داعمة لها.
يمكن المقارنة بين موقف قطر من التفجير الإرهابي الذي وقع في العاصمة الأفغانية كابول وبين الجرائم الإرهابية التي ترتكبها المليشيات الحوثية بشكل يومي، سواء كان ذلك ضد المدنيين والمواطنين الأبرياء في اليمن، أو في الجنوب، وكذلك الوقع بالنسبة لإطلاق الطائرات المسيرة تجاه المملكة العربية السعودية.
تنكشف العلاقة بين قطر والمليشيات الحوثية الإرهابية من خلال صمتها المستمر على الجرائم المرتكبة، في المقابل فإن بصماتها تظهر في كثير من العمليات الإرهابية، إذ أن تقارير أمريكية سابقة أشارت إلى أنها تتورط في تقديم الدعم إلى العناصر المدعومة من إيران، وكذلك فإنها تقود التنسيق بين الحوثي والشرعية لإطالة أمد الصراع واستهداف الجنوب، ولا تتوقف مشروعاتها التآمرية لزعزعة المنطقة وتحديدا مضيق باب المندب.
وهو نفس الأمر تجاه حركة طالبان في أفغانستان، وبالرغم من أنها تبعد عن كابول 1800 كيلو متر ما يعني أنها بعيدة عن محورها الإستراتيجي، إلا أنها دعت حركة طالبان لفتح مكتب سياسي في عاصمتها سنة 2013، وأصبح المكتب مركزا لمفاوضي طالبان، وبينهم مقاتلون متهمون بجرائم إرهابية، حتى يتمكن المجتمع الدولي من الانخراط سياسيا مع الجماعة، وأطلقوا على المكتب "إمارة أفغانستان الإسلامية"، وهو ما قاد إلى توتر بين قطر والحكومة الافغانية.
الدعم القطري لحركة طالبان الإرهابية يظهر من خلال تحويلها من مجرد جماعة إرهابية مارقة إلى تنظيم سياسي لإرغام المجتمع الدولي على التعامل معها، وهو ما ظهر خلال المفاوضات التي توسطت فيها بين الحركة والولايات المتحدة وانتهت بانسحاب الأخيرة.
ومؤخرا كشف مصدر لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن قطر ساعدت في ترتيب لقاء وليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية أو ما يُعرف بـ"CIA" مع القيادي بحركة طالبان، المدعو عبدالغني برادر، الاثنين في العاصمة الأفغانية، كابول، مشيرا إلى أن اللقاء يظهر الدور الكبير الذي تلعبه قطر في مستقبل أفغانستان.
وبرادر، هو الشريك المؤسس لطالبان ونائب زعيم الحركة ورئيس مكتبها السياسي، وعاد برادر من قطر إلى أفغانستان، الثلاثاء الماضي، للمرة الأولى منذ 20 عاما، وذلك بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.