حصار مليشيات إيران بالمنطقة يقود لتصعيد حوثي ضد السعودية
شهدت المنطقة العربية جملة من التحركات خلال الأيام الماضية استهدفت حصار مليشيات إيران وتحجيم عملياتها الإرهابية، وهو ما ظهر من خلال مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" الذي شارك فيه عدد من الدول العربية، السبت، وأكدوا خلاله على أهمية وقف التدخلات الأجنبية في الشأن العراقي.
يأتي ذلك في الوقت الذي فشلت فيه مخططات حزب الله حتى الآن في اختطاف عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وبدا واضحًا أنه يواجه بحصار شعبي يرفض هيمنته على السلطة، الأمر الذي دفع إيران لتحريك مليشياتها الإرهابية في اليمن.
وأعلن التحالف العربي، مساء اليوم الاثنين، اعتراض صاروخ بالستي أطلقته المليشيات الحوثية الإرهابية باتجاه مدينة نجران، مشيراً إلى أنه أحبط جميع المحاولات العبثية للمليشيات، وأنه بصدد اتخاذ إجراءات عملياتية لاستهداف مصادر التهديد بما لا يخالف القانون الدولي.
وكانت قوات التحالف العربي، قد اعترضت صباح اليوم الإثنين، طائرة مسيرة ثالثة أطلقتها مـليشيا الحـوثي الإرهـابية المدعومة إيرانيًا باتجاه مدينة خميس مشيط، وذلك بعد أن دمرت أمس الأحد طائرتين أطلقتهما العناصر المدعومة من إيران باتجاه المدنية ذاتها.
وكذلك أسقطت الدفاعات الجوية للتحالف، أمس أيضًا، صاروخا بالستيا في طريقه لمدينة جازان في المملكة العربية السعودية، وأكد التحالف إسقاط الدفاعات الجوية جميع المحاولات العبثية للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
تواجه مليشيات إيران بالمنطقة جملة من الأزمات التي قد تدفع باتجاه تصعيد العمليات الإرهابية في أكثر من منطقة، إذ أن الحروب والصراعات التي أشعلتها طهران عبر هذه المليشيات خلال السنوات الماضية لم تحقق لها الهدف المرجو والذي يتمثل في فك الحصار الاقتصادي المفروض عليها وحصولها على مكاسب إضافية في الاتفاق النووي يخدم مشروعها الأساسي الذي يتمثل في تطوير ترسانتها النووية بشكل لا يشكل تهديداً بالنسبة لها.
وكذلك فإن هذه المليشيات تواجه أزمات شعبية في الدول التي تتواجد فيها، إذ أن المليشيات الحوثية الإرهابية لم تستطيع تثبيت أركانها في اليمن بعد سبع سنوات من الحرب التي شنتها، وتواجه رفضًا شعبيًا لممارساتها ولم يمكنها التحالف الخفي مع الشرعية من تحقيق هذا الهدف لأن الطرفان يواجهان مقاومة شعبية، في حين أن أذرع إيران الإرهابية لم تتمكن من الصمود أمام قوة الجنوب وفرت هاربة بعد أشهر قليلة من سيطرتها على المحافظات الجنوبية في العام 2015.
وكذلك فإن إصرار الحكومة العراقية على منع أي تدخلات أجنبية يعد إشارة واضحة على رفض التدخلات الإيرانية التي تسعى لعرقلة المسار الديمقراطي هناك، وهو أمر لا يختلف كثيراً عما يجري في لبنان إذ تواجه مليشيات حزب الله الإرهابية رفضًا مجتمعياً واسعًا وأضحت في حالة حصار شعبي جراء ما تسببت فيه من أزمات أدخلت البلاد في نفق مظلم.
يرى مراقبون أن إيران من المتوقع أن توظف المليشيات الحوثية الإرهابية للتأكيد على أنها مازالت قادرة على الحركة، وتوظف خيانة الشرعية الإخوانية لتشي بأن هناك أوراق بيدها مازالت قادرة على الإمساك بها من أخل خدمة مصالحها، وأن هذه الضربات البائسة تعد إشارة للقوى الغربية التي كشفت قوة إيران الحقيقية ولديها يقين بأنها لم تستطع فرض رؤيتها بشأن الاتفاق النووي.