ثمن الخيانة.. مكاسب الشرعية الإخوانية من إرهاب الحوثي
رأي المشهد العربي
مفضوحٌ أمام العالم كله، ومكشوفٌ للعامة والخاصة، للقريب والبعيد ذلك التواطؤ الخسيس الذي أصبح أساس العلاقة بين عتاة الإرهاب: الحوثيين المدعومين من إيران، والإخوان المدعومين من قطر وتركيا والتنظيمات الإجرامية التي خرجت من عباءتها.
مُدانٌ من العقلاء والمنصفين ودعاة السلام والأمن ذلك التحالف السري بين الحوثيين والإخوان الذي جعل الحوثيين يقومون بتصعيد إرهابي جبان متزامن ضد الجنوب والسعودية، دون أن ينال الشرعية الإخوانية الإرهابية من آثار هذا التصعيد شيء.
لم تعد مفاجأة لأحد أن مليشيات الحوثي الإرهابية تستثني الشرعية الإرهابية من الاستهداف الإجرامي، حتى عندما كان الاستهداف موجها ضد الجنوب، كما حدث ضد معسكر العند باستخدام طائرات مسيرة انطلقت من محافظة تعز، أو ضد السعودية.
في ظل هذا التصعيد بدا واضحا حرص مليشيا الحوثي الإرهابية على أن تظل الشرعية الإخوانية - التي تتواجد ألويتها العسكرية في محافظات الشمال - في مأمن من التصعيد الحوثي، وفي الوقت نفسه لم يكن لهذه القوات أي دور في التعامل مع الإرهاب الحوثي.
وهكذا تتكشف، يوما تلو الآخر، أسرار العلاقة المشبوهة بين الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية التي جعلت الطرفين ظهيرين متحالفين ضد شعب الجنوب وحقوقه العادلة.
ولا يخفى أن هذا النوع من التصعيد يأتي تأكيدا على أن إيران ومليشياتها الإرهابية تعتبر الجنوب وقوات التحالف العربي عدوها الأول، بينما تتخذ من الشرعية الإخوانية حليفًا تسعى للحفاظ عليه لخدمة مشروعها التوسعي بالمنطقة الطائفي برعاية عبثية تركية قطرية.
يطرح التصعيد الحوثي المزدوج ضد الجنوب والتحالف العربي جملة من الأسئلة بشأن استفادة الشرعية الإخوانية من هذا التصعيد؛ فالطائرات المسيرة ضد الجنوب انطلقت من محافظة تسيطر عليها، وتتواجد فيها ألويتها العسكرية، وفي المقابل فإن المحافظات التي تنطلق منها الطائرات ضد السعودية، تحديدا محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية، سلمتها الشرعية الإخوانية دون أي مقاومة للعناصر المدعومة من إيران حتى تمكنها من استهداف التحالف.
الحقيقة أن الشرعية الإخوانية الإرهابية تستهدف جملة من الأهداف من وراء تصعيد المليشيات الحوثية جرائمها ضد الجنوب والتحالف، حيث تشن جميع أنواع الحروب ضد محافظات الجنوب ضمن ممارساتها الاحتلالية الغاشمة.
ولن يكون لدى الشرعية الإرهابية أي مانع في مساندة الإرهاب الحوثي لجرائمها.
كما أن تسليط الضوء على الأخطار التي تشكلها الشرعية الإخوانية ضد التحالف يخدم مساعيها لتجاوز أي حلول سياسية من شأنها إرغامها على توجيه سلاحها باتجاه المليشيات الحوثية.
وتدرك الشرعية أن التصعيد العسكري الحوثي ضد التحالف سيعرقل حالة الزخم السياسي والدبلوماسي لدفعها نحو تنفيذ اتفاق الرياض، ولن تمانع من إشعال الجبهات على حدود المملكة في سبيل تهربها من أي مباحثات تقود للسلام.
كما أنها لديها رغبة في فتح جبهات عديدة لإتاحة الفرصة أمام العناصر المدعومة من إيران لإفشال مبادرات السلام، وهو ما يصب في تنفيذ أهدافها الرئيسية التي تتمثل في إطالة فترة الحرب لحين تحسين وضعيتها السياسية والعسكرية على الأرض.