فك الارتباط: شعلة الأمل والمصير لأبناء الجنوب
تغيرات كثيرة شهدتها الساحة السياسية العالمية في الفترة الأخيرة، من إدارة أمريكية جديدة، ورئيس جديد لإيران، وصراعات سياسية ودولية، كان أبرزها انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وغيرها من الأزمات الدولية والإنسانية.
وبات من اللازم في ظل هذه المتغيرات وضع خارطة طريق لحل القضية الجنوبية، وإنهاء الحرب وتحقيق الهدف السامي وهو فك الارتباط الذي يعد الحل الوحيد في ظل الأوضاع الراهنة والمؤامرات المستعرة التي تنفذها الشرعية المهيمن عليها من قبل حزب الإصلاح الإخواني، ومليشيا الحوثي الإرهابية والقوى الاقليمية التي تعاونهما خاصة إيران وقطر وتركيا.
بالنظر إلى التطورات على الأرض نجد أن المجلس الانتقالي الجنوبي تعاون بشكل كبير ومثمر مع دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لتهدئة الأوضاع، ومحاولة الوصول لحل سياسي عادل، من خلال تنفيذ اتفاق الرياض، إلا أن الشرعية الإخوانية عملت على تقويض وعرقلة كافة فرص السلام.
واستغلت الشرعية الإخوانية الاتفاق لزيادة معاناة المواطن الجنوبي، واحتلال قواتها لبعض المحافظات في الجنوب، ونهب ثروات الشعب الجنوبي، وتكوين شبكات من الفساد لتهريب الأموال والنفط والسلاح، بجانب عدم قيام الحكومة بمهامها والتي هي في الأساس حكومة خدمات، لذا فإن كل فرص السلام تم إجهاضها على يد عصابات الحوثي والشرعية المهيمن عليها من قبل حزب الإصلاح.
المجلس الانتقالي الجنوبي اتخذ عددا من الخطوات رأها كثير من المحللين نقاط انطلاق للعمل نحو إطلاق خارطة طريق لتحقيق فك الارتباط، والعمل على تشكيل البرلمان الجنوبي، وصياغة دستور جنوبي قادر على خدمة أبناء الجنوب وتطلعاتهم للمستقبل، وإنهاء معاناة الشعب الجنوبي من ويلات الحرب، وتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي.
وجاءت دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للحوار الجنوبي لتؤكد على عدة مفاهيم راسخة تشمل ضرورة حل القضية الجنوبية، والعمل على خدمة وتنفيذ تطلعات شعب الجنوب نحو إنشاء دولته.
واستهدف المجلس من هذه الدعوة العمل على توحيد الصف الجنوبي في مواجهة التحديات والصعاب، التي تواجه الجنوب على المستوى الإقليمي والمحلي، وإيجاد آلية عمل مشتركة بين كافة فصائل الجنوب وفقا لمتطلبات المرحلة المقبلة.
وإذا كانت أصوات نشاز محدودة حاولت وضع العراقيل أمام دعوة الانتقالي فقد لاقت ترحيبا كبيرا من القوى الجنوبية المخلصة التي ترى في المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه عيدروس الزُبيدي الممثل الوحيد لشعب الجنوب لما يمتلكه من قاعدة شعبية جارفة وعناصر سياسية قادرة على التعامل مع الأزمات السياسية التي يواجها الجنوب، من مكائد وتحديات فرضتها الأوضاع المحلية والدولية على الجنوب، حيث بات للجنوب قيادة سياسية وعسكرية يلتف حولها شعب الجنوب قادرة على مواجهة التحديات لتحقيق الحل الأمثل لقضيته العادلة وإعلان فك الارتباط.