فضائح الشرعية: تنسيق إخواني حوثي ضد الجنوب والمملكة
رأي المشهد العربي
في ظل الرفض الدولي الواسع للهجمات الحوثية الإرهابية على الأعيان المدنية بالمملكة العربية السعودية تغيب الشرعية الإخوانية عن حالة الزخم التي تأخذ في التصاعد منذ استهداف مطار أبها، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، متناسية أنها السبب الرئيسي في هذا الإرهاب الذي تضاعفت حدته منذ أن سلمت جبهات الشمال للعناصر المدعومة من إيران.
لم يصدر عن الشرعية الإخوانية سوى بيان هزيل تطرق إلى الحادث، وتعاملت مع الإرهاب الحوثي باعتبارها طرفًا ليس لديه قدرة على الرد سوى من خلال إصدار بيانات شجب وإدانة، في الوقت الذي تستمر فيه بتفريغ جبهات الشمال من عناصرها، والزج بهم إلى محافظات الجنوب لتسهيل مهمة العناصر المدعومة من إيران.
في الوقت الذي يجابه فيه التحالف العربي الأخطار الحوثية لم تُحرك الشرعية الإخوانية عناصرها على أي جبهة من الجبهات لتضييق الخناق على العناصر المدعومة من إيران، لكنها في الوقت ذاته تضع مزيدا من العراقيل والصعوبات أمام التحالف بنقل تنسيقها مع الحوثيين إلى الجنوب، وكأنها تصوب سهامها إلى التحالف العربي بتعقيد مهمته نحو لملمة صفوف المعسكر المناوئ للحوثيين.
على مدار الأشهر الماضية لم تقم الشرعية الإخوانية بأي تحركات دبلوماسية لمحاصرة الإرهاب الحوثي، وارتاحت إلى الصيغة الحالية التي غابت فيها الأمم المتحدة لعدم وجود مبعوث لديها على الأرض منذ ترك مارتن غريفيث مهام منصبه قبل شهر ونصف تقريبًا، وقبل تسلم المبعوث الجديد مهام عمله رسميا.
ظهر موقف الشرعية الداعم للإرهاب الحوثي من خلال أفعالها على الأرض التي تنوعت ما بين اختلاق أزمات معيشية وأمنية وسياسية في الجنوب، وبين تهدئة الجبهات التي شهدت محاولات من جانب التحالف لإلحاق مزيد من الخسائر بالمليشيات الحوثية مثلما هو الحال في محافظتي البيضاء ومأرب.
بعثت الشرعية الإخوانية برسائل عديدة إلى المجتمع الدولي مفادها أنها لا تمانع في استمرار الأوضاع كما هي الآن، وأنها ليست بحاجة إلى جهود سلام في الوقت الحالي وهو نفس توجه المليشيات الإيرانية، وذلك بعد أن استكانت لحالة الجمود الدولية الخاصة بالسلام، ولم تبادر في أي مرة بتحريك هذا الجمود ولو عبر خطوات شكلية لأنها تستهدف بالأساس ترسيخ تحالفها مع عناصر إيران والمليشيات الإرهابية لضمان إطالة أمد الصراع والاستفادة من حالة الفوضى الحالية.
تستفيد الشرعية من الغطاء الذي توفره المليشيات الحوثية لها، إذ أن الانتقادات الدولية صبت في صالح توجيه الغضب باتجاه إيران وعناصرها الإرهابية، من دون أن يلتفت أحد إلى الدور الخفي الذي تلعبه والذي يعد عاملا مساعدا في تهديد الأمن والسلم الدوليين، وطالما يجرى التعامل معها باعتبارها طرفا مناوئا للعناصر الإيرانية فإنها سوف تستمر في لعب هذا الدور الذي يخدم مصالح قياداتها الإرهابية.
يمكن القول إن الشرعية تتورط في "جريمة الحرب" الحوثية بحسب المصطلح الذي استخدمته في بيانها الذي أصدرته على استحياء، إذ أنها تساهم في توجيه نفط الجنوب إلى العناصر الإيرانية في محافظات الشمال والذي من دونه لن تتمكن من تسيير طائراتها المسيرة وإطلاق صواريخها البالستية، إلى جانب أنها تدعم الحوثي عبر عمليات تهريب الأسلحة والأموال من مناطق تسيطر عليها مليشيات تابعة للإرهابي المدعو علي محسن الأحمر والذي يشغل منصب نائب الرئيس اليمني المؤقت.