مهام عاجلة للمجلس الانتقالي الجنوبي

السبت 4 سبتمبر 2021 17:59:00
testus -US

رأي المشهد العربي

لا يغيب عن جنوبيّ مخلصٍ ما يبذله المجلس الانتقالي الجنوبيّ برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي من جهود كبيرة وتحركات واسعة؛ دفاعًا عن القضية الجنوبية، وحماية لمصالح شعب الجنوب، وصونًا لحقوقه الثابتة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، واستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة.

ولن يغيب عن منصف أنّ محاولات بعض الفاشلين التربّص بأنشطة المجلس الانتقالي الجنوبيّ بهدف النيل منها، والتشكيك فيها مبعثها موتُ ضمائرهم، وغيابُ الوازع الوطني لديهم، فقد رضعوا الخِسّة والدونية، وشبّوا على الخيانة، وباعوا أنفسهم لإخوان الشياطين ومَنْ على شاكلتهم، وفرّطوا في حقوقهم مقابل ثمن بخس.

يعلمون حقيقة أحجامهم الضئيلة أمام المجلس الانتقالي الجنوبي، ومكانتهم المعدومة في الشارع الجنوبي التي لا تؤهلهم بأي حال لمشاركة فاعلة في صناعة مستقبل الجنوب.

دليل ذلك أنهم عندما تُسوّل لهم أنفسهم المريضة محاولة النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي لا يقوى منهم أحد على الخروج من "البالوعة" التي يختبئ بها إلى العلن، ويتخفون وراء أسماء مستعارة، الأمر الذي يدعو إلى شديد السخرية منهم.

جميع محاولاتهم النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي، وجحود دوره الكبير، والتنكر لإنجازاته محاولات صبيانية ساذجة. ستمضي دون أن يشعر بها أحد؛ فوراء المجلس الانتقالي الجنوبي شعب أبيّ أدرك بيقين إخلاص قادته، وحرصهم على مواصلة الليل بالنهار في حراسة مقدرات الوطن الجنوبيّ، فأوكل إليهم الحديث باسمه، وفوضهم في تبني قضيته بمختلف المحافل، واصطف من خلفهم على قلب رجل واحد.

كما أن إنجازات المجلس الانتقالي في حمل القضية الجنوبية بأمانة واقتدار، وكسب تأييد القوى العالمية المحبة للسلام لحقوق شعب الجنوب، ودعمه الدائم للقوات المسلحة الجنوبية درع الجنوب وسيفه، أكبر من أن ينال منها مدعٍ بمزاعم ساقطة.

ومن شيم الكبار الذين يجمعهم المجلس الانتقالي الجنوبي تحت مظلته أنهم لا يحتكرون العمل السياسي، ويمدون أيديهم إلى كل جنوبي مخلص للتعاون في تحقيق مصلحة الجنوب، والدعوة إلى الحوار الجنوبي خير شاهد على ذلك.

هذه الإنجازات الكبرى، وغيرها كثير، لا تنفي أن قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، أمامهم مهام عاجلة في هذه المرحلة المهمة، لاستكمال بناء دولة الجنوب.

في مقدمة هذه المهام رعاية الإنسان الجنوبي، وإعادة بناء الأجيال الجديدة التي تعاني غزوًا ثقافيًا وإعلاميًا وتعليميًا يسعى لتكريس الاحتلال، وإضعاف الوجدان الوطني لدى الشباب، وحشو عقولهم بكل ما من شأنه أنه يأخذهم بعيدا عن حقوقهم المشروعة.

من أهم الأولويات تصميم مناهج جديدة للتعليم الجنوبي في جميع مراحله، لخدمة القضية الجنوبية، وربط الإنسان الجنوبي بوطنه، وتشجيعه على المشاركة الإيجابية في البناء لا فرق في ذلك بين رجل وامرأة.

وتجب العناية بتكوين الإعلامي الجنوبي القادر على التعبير عن قضايا وطنه، والدفاع عن آمال شعبه، والرد على أكاذيب الاحتلال وألاعيبه وافتراءاته وأبواقه ومرتزقته.

وليس خافيا ما للجانب الثقافي من دور كبير ومؤثر في بناء الإنسان والدولة في آن واحد، فلابدّ من تكثيف جهود إعادة الوجه الثقافي الحقيقي للجنوب الذي سعى المحتل لتشويهه وإخفائه.

بشائر النصر تطلّ من كل مكان، ودولة الجنوب تدق أبواب التاريخ من جديد، لن يمنع عودتها حوثي عميل، أو إخواني إرهابي، وعلينا إعداد البيئة اللازمة لاستقبالها، وتأهيل الكوادر القادرة على حمل لوائها عاليا خفاقا في شتى المجالات، وفق خطط جنوبية تستهدف التخلص من آثار الاحتلال، واستعادة هوية الجنوب.