حرب الكهرباء.. أداة لطمس معالم إرهاب الشرعية بالجنوب

الاثنين 6 سبتمبر 2021 21:50:49
testus -US

تعرضت محافظات جنوبية عديدة لأزمات كهرباء طاحنة في توقيتات متزامنة بالرغم من خفوت الأزمة في وقت كانت تركز فيها الشرعية حروبها على خدمات أخرى طالت العملة المحلية وانعكست على ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ما يشي بأن هناك حرب "كهرباء" مدبرة هذه المرة من قوى الشمال المحتلة لشغل الجنوب في أزمة ومشكلة جديدة.

انكشف مخططات الشرعية بالجنوب على نحو كبير مع توالي الأزمات التي تعرضت لها المحافظات الجنوبية خلال الشهرين الماضيين، إذ أنها اختارت أولاً اللعب على وتر اختراق الجنوب أمنيًا من خلال محاولات التقدم باتجاه أبين وكذلك إفساح المجال أمام تقدم المليشيات الحوثية إلى حدود محافظتي شبوة ولحج، غير أنها غيرت تكتيكها حينما تعرضت لضغوطات قوية من جانب الانتقالي والتحالف العربي.

ألقت الشرعية سلاح الاختراق الأمني مؤقتًا وأمسكت بسلاح "العملة المحلية" وحاولت إغراق الجنوب في فوضى عارمة بعد أن عمدت على خفض قيمتها إلى مستويات تاريخية من خلال عمليات السرقة والنهب التي قام بها سلطتها للوديعة الدولارية، غير أن الانتقالي واجه مؤامراتها بقرارات اقتصادية واجتماعية محكمة ساهمت في التقليل من آثار الأزمة التي يحاول أبناء الجنوب تجاوزها حتى الآن.

فشل الشرعية في حرب العملة وعدم قدرتها على تحقيق المرجو منها ووجودها في مرمى الانتقادات الشعبية دفعها للذهاب نحو استخدام أسلوب ثالث من الحروب تمثل في دعم الإرهاب الحوثي ضد الجنوب، بعد أن لعبت دور الخيانة كعادتها في استهداف قاعدة العند في محافظة لحج، وعبر صمتها عن الحادث أنها متورطة فيه وأن كان ذلك بطريقة غير مباشرة.

بعد أن مرت عاصفة الإرهاب ذهب الشرعية عن سلاح جديد ووجدت ضالتها في الكهرباء، والتي تحقق لها أكثر من هدف، إذ أن اختلاق أزمة كهرباء في الجنوب يساعدها على تهريب الوقود إلى المليشيات الحوثية ويبقى هناك مبررات جاهزية لخروج محطات الكهرباء عن الخدمة، ويكون السبب شح الوقود دون أن تفسر أسباب هذا الشح؟ وأين ذهبت مقدرات الجنوب النفطية؟

وكذلك فإن أزمة الكهرباء تساعد الشرعية على طمس جرائمها في الجنوب والخروج من دائرة الاتهامات التي تحوم حولها بشأن تورطها في الإرهاب الحوثي ضد معسكر العند، وتحاول جاهدة لفت الأنظار إلى أزمة أخرى من الممكن أن تغطي على تلك الجريمة التي تؤكد وقوفها في صف المعسكر المناوئ للتحالف العربي إلى جانب إيران وتركيا وقطر.

تواصل السلطة الإخوانية المحلية في محافظة شبوة، لليوم الرابع، إظلام المحافظة، بدعوى نفاد الديزل من محطة توليد الكهرباء، ويحرم القيادي الإخواني المدعو محمد صالح عديو، المحافظة من أبسط الخدمات، للتنكيل بالمواطنين، واستنزاف مقدراتها لصالح مشروع التنظيم الإخواني، وأجندته الخبيثة في الجنوب.

توقف عدد من محطات توليد الكهرباء في العاصمة عدن، الخميس الماضي إثر نفاد مخزون الديزل، وأرجعت مؤسسة الكهرباء في العاصمة، الموقف إلى تجاهل الجهات المختصة لمناشدتها توفير شحنات وقود لتشغيل المحطات.

وقبل أيام تعطلت محطات الكهرباء في محافظة لحج عن العمل مع انتهاء مخزون الوقود كليا، وأكدت مصادر مطلعة أن المحطات لن تعود إلى العمل إلا بعد إمداداتها باحتياطات جديدة من المحروقات.

واندلعت احتجاجات شعبية في مدينة الحوطة بمحافظة لحج، اليوم الأحد، على تدهور الخدمات وغياب الكهرباء، ونددوا بفساد المحافظ الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي، وتجاهله معاناة المواطنين من أزمات الخدمات، مطالبين بتحسين الظروف المعيشية.

ويئن السكان في لحج من انقطاع الكهرباء لأيام طويلة دون تدخل من السلطة المحلية الموالية للإخوان، وانعدام أي محاولات لتدارك الأزمة والتخفيف عن المواطنين.