مؤامرات شق الصف.. سلاح الشرعية الفاسد بالجنوب
رأي المشهد العربي
لا تتوقف مؤامرات الشرعية بحق الجنوب، وتنتقل جرائمها سريعًا بين العمليات الإرهابية، والتصعيد العسكري، وحروب الخدمات بأشكالها وأساليبها المختلفة، وانتهاءً بمحاولات شق الصف الجنوبي، ومحاولة دعم كيانات موازية للكيان الشرعي الممثل لأبناء الجنوب.
وتدور كل هذه الجرائم في فلك واحد تستهدف احتلال الجنوب، والسيطرة على مقدراته، وإغراقه في الفوضى، وعرقلة خطوات استعادة الدولة.
منذ أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017 تعددت محاولات الشرعية لاستهدافه، تارة من خلال استحداث كيانات وهمية أخرى تحمل اسم الجنوب لكنها لا تمت للقضية الجنوبية بصلة، وأخرى عبر فتح جبهات عسكرية متعددة أمامه في مناطق متفرقة لهزيمته عسكريًا، وثالثة من خلال محاولات إفساد جهوده الدبلوماسية التي قادت لأن يكون شريكا في حكومة المناصفة؛ ليحظى باعتراف دولي واسع.
تهدف مؤامرات الشرعية إلى شق الصف الجنوبي، وإثارة النزاعات بين أبنائه باستخدام أساليب الإلهاء المختلفة عن نصرة قضيتهم العادلة، لكن هذه المؤامرات مثل السلاح الفاسد الذي لم يحقق أي انتصارات تذكر على الأرض، لأن المجلس الانتقالي الجنوبي حافظ على تماسكه قويًا دون أن تؤثر فيه أي من الضربات التي تلقاها، كما أن ثقة أبناء الجنوب في مجلسهم تزايدت بعد أن تعامل الانتقالي باحترافية مع محاولات شق الصف إلى جانب إدراكهم أن المؤامرة تحاك ضد الجنوب وقضيته.
يبدو واضحا أن القرارات الإدارية والعسكرية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة الماضية واستهدفت تفعيل الأدوار الإدارية والعسكرية والأمنية للأجهزة الجنوبية أثارت رعب الشرعية الإخوانية التي ذهبت باتجاه تحريك أبواقها للتشكيك في خطوات المجلس، وهو دلالة جديدة على أن الانتقالي يسير في الطريق السليم، وأن هناك تقدمًا ملحوظًا على مستوى التنظيم الإداري، والتعامل مع حروب الخدمات، إلى جانب تحصين جبهات الجنوب، والحفاظ على موازين القوى العسكرية على الأرض.
لم تستطع الشرعية الإخوانية الإرهابية أن تستخدم العملاء التابعين لها في الجنوب لتحقيق مصالحها، لأن هؤلاء جرى فضحهم على نطاق واسع، ولم يعد لديهم قدرة على التأثير في الجنوب، ولا يستطيعون تمرير أفكارهم المسمومة في ظل توالي الأكاذيب والمؤامرات التي روجوا لها في السابق، وأثرت سلبًا على أوضاع الجنوب بوجه عام، وبالتالي فإنها لجأت إلى محاولات ضرب الانتقالي، واستهدافه عبر أدوات مختلفة.
يشكل تماسك الجنوب خطرا داهمًا بالنسبة للشرعية؛ لأنها لا تستطيع مجابهة قوة الجنوب، وتكتفي بممارسة الانتهاكات بحق المواطنين، وارتكاب الجرائم الإرهابية للتأكيد على حضورها في الجنوب، وهو ما يشي بأن خياراتها في التعامل مع الجهود المنظمة للمجلس الانتقالي الجنوبي وأبناء الجنوب الداعمين له أضحت ضيقة للغاية، وستحاول بقدر الإمكان أن تغطي على فشلها من خلال اختلاق أكاذيب بحق الجنوب ومؤسساته، لكنها أكاذيب لن تغير من الواقع شيئا.
تجيد الشرعية تأليف الأكاذيب ونسجها وترويج الشائعات، وهو أمر يستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي تقويضه لتحصين الرأي العام الجنوبي، من التضليل الإخواني عبر تطوير مؤسسات الإعلام الجنوبي، والتي سيكون عليها دور بارز في هذه الحرب ليضمن الجنوب الانتصار فيها.