هل تحولت الأغذية الفاسدة لسلاح سياسي في وجه عدن؟
أثار تكرار وصول شحنات الأغذية الفاسدة إلى العاصمة عدن قبل ضبطها من هيئة المواصفات في ميناء المنطقة تساؤلات عديدة حول أبعاد هذه الشحنات ليس من الصحية فقط ولكن من الناحية السياسية في ظل مساعي الشرعية لاستهداف عاصمة الجنوب عبر أساليب وطرق مختلفة لن بعيداً أن يكون ضمنها تسميم المواطنين ومعاقبتهم على صمودهم في وجه مؤامراتها.
خلال شهر أغسطس الماضي ضبط الأجهزة المحلية ثلاثة شحنات مخالفة للمواصفات، ففي السابع من الشهر الماضي، رفضت هيئة المواصفات، شحنة أغذية مكونة من ألفين و86 كرتونا من المنتجات تركية المنشأ، وأتلفتها بعد اكتشاف تعفن في المنتج وعدم صلاحيته الشحنة للاستهلاك للاستهلاك الآدمي بميناء الحاويات بالعاصمة عدن، وبعدها بأيام أتلفت 1200 كرتون من الأدوية، لعدم وجود موافقة مسبقة على دخول الشحنة.
في المرة الثالثة عثرت هيئة المواصفات والمقاييس، على 194 عبوة من المنتجات الغذائية مخالفة للمعايير لوجود تعفن وبلل، مشيرة إلى عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، في ميناء الحاويات بالعاصمة عدن، وأعلنت إتلاف الكمية كاملة التي تقدر بسبعة آلاف و760 كيلوجراما، مشيرة إلى أنها واردة من دولة الهند، وذلك في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.
الأمر تكرر أكثر من مرة هذا الشهر أيضًا، إذ طالبت الأجهزة الرقابية من مكاتب التجارة في الجنوب سرعة سحب منتج غذائي مستورد من إحدى الدول الأوروبية، لاحتوائه على مركب كيميائي تركي خطير للغاية، كما اتضح من التحقيقات أنه محظور استخدامه في التصنيع، بعدما تبين احتواؤه على مركب كيميائي يستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية، الأمر الذي يعتبر كارثة بكل المقاييس.
وأخيراً رفضت هيئة المواصفات في ميناء المنطقة الحرة بالعاصمة عدن، اليوم الثلاثاء، السماح بدخول شحنة من الأرز الهندي طويل الحبة، لمخالفته المعايير، حيث رصد فنيو الهيئة وجود أعفان وخمائر في المنتج نتيجة تعرضه للبلل، كما رفضت شحنة بسكويت، مدون عليها تاريخين لانتهاء الصلاحية، وقررت إتلاف الشحنتين.
هناك جملة من الدلائل التي تشير إلى أن الأمر يحمل أبعاداً سياسية، إذ أن بعض هذه الشحنات جاء من تركيا والتي تعد داعمًا رئيسيًا للشرعية الإخوانية ولديها مشروعها المعادي للجنوب ودولته، وسبق أن حاولت اختراق الجنوب عبر بوابة المساعدات الإنسانية وكاميرات المراقبة التي استهدفت من خلالها أختراق تأمين مطار العاصمة عدن.
هذا بالإضافة إلى أن الشرعية دأبت على التعاقد مع شحنات مماثلة من الأغذية الفاسدة في مرات عديدة سابقة دون أن يجري ضبطتها أو الإعلان عنها وهو ما ظهرت نتائجه في معاناة المواطنين من الأمراض المزمنة وانتشار الفيروسات والأوبئة التي انقرضت من العالم، وبالتالي فإن الدول التي تأتي منها هذه الشحنات تدرك بأنها تتعامل مع سلطة فاسدة سوف تتكتم على هذه الجرائم، لكنها تصطدم بسلطة محلية في العاصمة عدن لديها من الكفاءة ونظافة اليد ما يجعلها قادرة على ضبط هذه الشحنات.
يصعب الفصل بين محاولات تهريب الأغذية الفاسدة إلى عدن وبين المؤامرات والجرائم التي ترتكبها الشرعية بحق عاصمة الجنوب، بدءاً من إشعال أزمات الوقود والكهرباء وتصدير المشكلات والأزمات المعيشية ومحاولات تحريك الخلايا النائمة لإغراقها في الفوضى الأمنية، وفي النهاية يبقى الهدف واحداً ومتمثلاً في محاولة اختراقها، بعد أن نجحت الأجهزة الأمنية الجنوبية صد محاولات غزوها مجدداً.