نيران تحت رماد المليشيات.. وفاة غامضة تربك الحوثي في صنعاء
توفي مسؤول في جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية، وسط ملابسات غامضة في مدينة صنعاء، وهو ما أثار جملة من الأسئلة حول ما إذا كانت الخلافات المتصاعدة داخل العناصر المدعومة من إيران سبباً في تلك الوفاة من عدمه، كما أن العثور على جثة مسؤول أمني يشير إلى أن هناك خلل في المنظومة الأمنية التي تعاني اختراقًا واضحًا.
أكد مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" وفاة المدعو علي عبدالقادر الشامي، المسؤول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، بشكل مفاجئ، اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى العثور عليه جثة هامدة في محل سكنه.
ويعد علي عبدالقادر الشامي، نجل القيادي الحوثي عبدالقادر الشامي نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا الإرهابية، وهاجم الشامي المليشيا المدعومة من إيران، قبل وفاته الغامضة، في منشور على حسابه بموقع فيسبوك، قائلا إنهم: "تفرعنوا وتركوا كتاب الله"، مستشهدا بعدد من آيات القرآن الكريم.
تشير الواقعة الأخيرة إلى أن العناصر المدعومة من إيران تعاني انقساماً واسعًا في قيادات الصف الأول لديها، وهو ما يبرهن على أن خلافات الأجنحة المتصاعدة خلال الأشهر الماضية تأخذ في الاتساع دون أن يكون لدى المليشيات قدرة على لملمتها أو التعامل معها، بعد أن تحولت إلى أداة تسيرها إيران كيفما تشاء وتتحكم فيها بالطريقة التي تضمن استمرار هيمنتها عليها دون أن تواجه بأي معارضة.
وكذلك فإن الوفاة الغامضة تؤشر على أن إيران قد يكون لديها يد في الحادث سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تحديداً وأنها لديها مبعوث ينتمي للحرس الثوري الإرهابي لدى المليشيات في صنعاء، وقد تكون الانتقادات التي وجهها المدعو الشامي للمليشيات في الوقت الذي يتولى فيه منصب أمني حساس، شكلت خطراً عليها وأدركت أن هناك اختراقات للأجهزة الأمنية الموالية لها بالأساس.
يرى مراقبون أن الوفاة الغامضة تبرهن على أن هناك نيران مشتعلة تحت رماد المليشيات وأن محاولة إظهار تماسكها ما هي إلا خدعة كبيرة تساعدها عليها الشرعية الإخوانية التي تركتها ترتع في جبهات الشمال من دون أن تفكر في مواجهتها أمنيًا أو عسكريًا وهو ما ساعدها على استمرارها في جرائمها الإرهابية بالرغم من حالة التفكك الواضحة التي تعانيها.
وتزايدت مؤشرات الاقتتال الداخلي بالمليشيات خلال الفترة الماضية، وقبل أسبوع تقريبًا، قُتل اثنان من عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية وأصيب أخرون، في اشتباكات بمدينة صنعاء، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر المليشيا وجرح آخرين من الطرفين
قالت مصادر لـ "المشهد العربي" إن عناصر حوثية من مكتب الأشغال التابعة للمليشيا المدعومة من إيران اشتبكت مع مالك قطعة أرض في شارع الثلاثين شمال غربي المدينة بعد منعه من البناء.