أجندات مشبوهة.. عصابات إرهابية تنفذ مخططات قوى توسعية
تطورات كثيرة شهدتها الساحة السياسية الدولية في الفترة الأخيرة شملت تغيير إدارات، وتبديل مواقف بعض الدول الكبرى تجاه عدد من القضايا المهمة في المنطقة.
بطبيعة الحال ولما تمثله أزمة الجنوب واليمن من ملف مهم يفرض نفسه على طاولة الدول الكبري بسبب تعقيداته والأطراف الإقليمية المرتبطة به، بات جزءا من هذه التغيرات، وحاز على اهتمام الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها برئاسة جو بايدن الذي أبدى رغبته، في إنهاء تلك الحرب المأساوية، وقرر تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة لليمن.
اختلف تعامل بايدن ورؤيته للصراع في البلاد عن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة ترامب الذي صنف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، ووضعها على قائمة الإرهاب، وهو الأمر الذي ألغته إدارة بايدن التي رفعت الحوثي من هذه القائمة، لتقع في تناقض كبير مخيب للآمال بين رفعها الحوثيين من قائمة الإرهاب، وتأكيدها وقوفها إلى جوار المملكة العربية السعودية في مواجهة جرائم مليشيا الحوثي.
الولايات المتحدة اجتهدت في سبيل إزالة هذا التناقض غير المبرر، بتأكيدها أنها لا تعترف بشرعية مليشيا الحوثي الإرهابية، وأنها ستواصل دعمها المملكة العربية السعودية في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها، الأمر الذي رأى فيه مراقبون تعميقا للتناقض في المواقف الأمريكية، حتى لو تعللت بالعمل على عدم تأثر المساعدات الإنسانية بقرار الإدارة الأمريكية السابقة.
ولاتزال القوى المحبة للسلام في المنطقة والعالم تطالب الولايات المتحدة بإعادة وضع مليشيا الحوثي الإرهابية على قائمة الإرهاب، للحد من جرائمها التي لا تنقطع.
يختلف الأمر كثيرًا مع المبعوث الأممي الجديد لليمن، هانز جروندبرج، حيث إن تاريخ الأمم المتحدة ومبعوثيها السابقين لم يكن سوى التماهي مع انتهاكات مليشيا الحوثي ومليشيا الشرعية الإخوانية، بل وتعطيل العمليات العسكرية في بعض الأحيان على غرار ما حدث في الحديدة بذريعة الوضع الإنساني.
فالتاريخ الأممي مع الأزمة لم يكن بالحيادي أو المشرّف، وخاصة أنه جاء بعد مارتن جريفيث المبعوث السابق الذي لم يترك سوى الضغينة وفقدان الثقة في الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أنه على المبعوث الأممي العمل على حل بعض الملفات العالقة، وعلى رأسها الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية، واستهدافها المدنيين الأبرياء، والابتعاد عن الحلول المؤقتة، ووضع خطة زمنية محددة لتحسين الوضع الإنساني وإجبار مليشيا الحوثي الإرهابية على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وبعيدا عن عمل المبعوث الأمريكي أو الأممي تظل الأزمة الحقيقة في الجماعات الإرهابية التي تتحكم في المشهد مثل مليشيا الحوثي الإرهابية التي تقود حربا بالوكالة عن إيران ضد المملكة العربية السعودية والمصالح الخليجية، ومليشيا حزب الإصلاح الإخواني التي تعمل على تنفيذ الأجندة الدولية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والمخططات القطرية التركية والتي تهدف للإستيلاء على ثروات ومقدرات الجنوب.
فمن المحزن أن الشرعية المهيمن عليها من قبل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي هي من تدير المشهد في ظل الاعتراف الدولي بها، والتي هي في الأساس شرعية مسلوبة لا تملك قرارها بل تتحكم فيها عصابات إرهابية يجب محاكمتها بتهم ارتكاب جرائم الحرب.