التفاف شعبي حول الانتقالي يحاصر الشرعية في شبوة

الأربعاء 8 سبتمبر 2021 18:00:50
testus -US

رأي المشهد العربي

نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في حصار الشرعية الإخوانية في شبوة، وذلك بعد أن شهدت المحافظة خلال الأيام والأسابيع الماضية فعاليات احتجاجية واعتصامات وإضرابات عديدة شلت حركة سلطة الإخوان الغاشمة، ودفعتها نحو الاستعانة بالمليشيات الحوثية لتهديد أبناء المحافظة، وهي الخطة التي أضحت مفضوحة، وفي حال تمريرها فإنها ستشكل هزيمة للشرعية أولا.

استجاب أبناء شبوة لدعوات الاحتجاج السلمي التي وجهها الانتقالي لصد مؤامرات الشرعية في المحافظة، وأدركت سلطة الإخوان أن حالة الزخم الشعبي التي خلقها الانتقالي لن يكون من السهل التعامل معها لأنها تواجه بطوفان من المواطنين الذين يصرون على رحيل مليشياتها الإرهابية، وبدا أن هناك معركة غير متكافئة بين عناصر إرهابية لا تعرف سوى لغة العنف وبين مواطنين سلميين ينفذون حصارا محكمًا عليها، ما يدفعها إلى استخدام العنف الذي يضاعف حدة الغضب الشعبي أو التراجع والصمت لحين مرور العاصفة.

استنزفت الشرعية الإخوانية كافة أوراق التعامل مع أبناء شبوة، ومارست بحقهم كافة الجرائم التي تنوعت ما بين حروب الخدمات والانتهاكات والتعذيب والاعتقالات بحق المعارضين وإغراقهم في حالة من الفوضى، واستقطاب عناصر إرهابية من مناطق مختلفة وتدريبهم بالمحافظة لترهيب المواطنين، وقامت بتهريب خيرات المحافظة أمام أعينهم لكنها في النهاية وجدت نفسها أيضًا محاصرة ولم تستطع وقف تمدد الاحتجاجات والاعتصامات وتواليها في مناطق متفرقة.

في كل مرة يدعو فيها المجلس الانتقالي الجنوبي للاحتجاج في شبوة فإنه يبعث برسائل مهمة مفادها أنه لا تراجع عن مواجهة المحتل الشمالي، وأن التفاف أبناء الجنوب حوله يبرهن على أن هناك توافقا على ضرورة إنهاء هذا الاحتلال بكافة الطرق والوسائل المتاحة، وأن جرائم الشرعية لن تثني أحدا عن التعبير عن رأيه ومواقفه المعارضة لسلطة الإخوان الغاشمة.

وفي المقابل فإن الشرعية تدرك في كل مرة أنها في مواجهة طوفان شعبي لا ينتهي، وأنها مهما ارتكبت من جرائم فإنها لن تستطيع الصمود في وجه الرغبة الشعبية للمواطنين والتي تساندها تحركات سياسية وعسكرية يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي لحين تحرير المحافظة، وهو ما يؤشر على أن الاحتلال الإخواني لشبوة لن يطول كثيرا، وكلما نفذت الشرعية جرائمها بحق الأبرياء فإنها تخنق نفسها دون أن تدري لأنها تشعل نيران الغضب لدى المواطنين المتضررين من عملياتها الإرهابية.

من المنتظر أن يكون هناك طوفان شعبي جديد في وجه الشرعية الأسبوع المقبل تحديدا يوم الأربعاء الموافق 15 سبتمبر الجاري، بعد أن دعت القيادة المحلية للانتقالي في شبوة المواطنين للتظاهر سلميًا في مختلف المديريات، تنديدًا بإجرام مليشيات الشرعية الإخوانية وعصاباتها، واعتمادها على الممارسات الهمجية والعنف والبطش، واعتقال الأبرياء في السجون، ومحاصرة المدن وقمع الحريات العامة، وإقصاء الشرفاء من الكوادر العسكرية والأمنية.

يأتي ذلك في الوقت الذي نظم فيه أبناء مديرية عسيلان بالمحافظة اعتصاما مفتوحًا في محيط حقل جنة هنت النفطي بمنطقة مسبح، ردًا على تجاهل الشرعية الإخوانية ومليشياتها في المحافظة مطالبهم بتحسين الخدمات، وخفض أسعار المحروقات، والتوقف عن تهريبها، ولوحوا بخطوات تصعيدية، في مواجهة تعسف السلطة الإخوانية ومليشياتها، وتقاعسها عن واجباتها تجاه المواطنين، واستمرار نهبها موارد المحافظة دون الوفاء باحتياجات المواطنين.

تشكل المقاومة الشعبية للشرعية الإخوانية في محافظة شبوة مثالا يحتذي به في مواجهة المحتل، ولن يأتي النصر إلا من خلال التكاتف بين الكيانات السياسية والأمنية والعسكرية وبين المواطنين الذين يشكلون وقود حركات النضال ضد قوى الاحتلال، وهو ما يمنح آمالا كبيرة نحو التخلص من الإرهاب الشمالي في أقرب فرصة.