بشائر النصر.. الجنوب لن يخضع لحروب الشرعية
رأي المشهد العربي
لا يكاد يمر يوم من دون أن يكون هناك أزمة خدمية ومعيشية جديدة في محافظات الجنوب، فقبل أن يجري اقتلاع بذور الفوضى الأمنية تظهر أزمة أخرى على مستوى العملة المحلية، وإذا خفتت حدة المشكلة اندلعت مشكلة أخرى مرتبطة بالارتفاعات غير المبررة للسلع والخدمات، وإذا نجح الانتقالي في تطويقها تنشب أزمة وقود يعلم الجميع أنها مفتعلة.
وقبل أن تنتهي كل هذه الأزمات يكون هناك مأزق أكبر في الكهرباء يترتب عليه خروج المحطات عن الخدمة، ومن ثم انقطاعها بشكل كامل عن مديريات ومحافظات بأكملها، وهو ما تعانيه محافظات الجنوب في الوقت الحالي.
وإذا بحثنا عن السبب الأساسي وراء كل هذه الأزمات فإن الشرعية وحدها هي المسؤولة عنها، لأنها من أفشلت حكومة المناصفة التي كان من المفترض أن تطلع بأدوارها في التعامل مع الأزمات المعيشية ومازالت ترفض عودتها إلى العاصمة عدن لأداء مهامها بالرغم من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي مرارا وتكرارا رغبته الحثيثة في عودتها للتعامل مع هذه المشكلات.
ليس ذلك فحسب، بل إن الشرعية هي من تسعى جاهدة لزرع بذور الفوضى في الجنوب، بفعل عمليات النزوح السياسي التي تقوم بها لإغراق الجنوب بخلاياها النائمة التي تتورط في هذه الجرائم، بالإضافة إلى أنها من حشدت عناصر التنظيمات الإرهابية، وزجت بهم إلى حضرموت وشبوة، وتقوم بتدريبهم في المعسكرات التي دشنتها بتمويل قطري لاستهداف الجنوب، وإدخاله في معارك عسكرية واسعة يترتب عليها بعثرة أوراق الحل السياسي.
الشرعية هي المسؤولة عن أزمة العملة المحلية وتدهورها إلى هذا الحد؛ لأنها لم تحسن التصرف في الودائع الدولارية بل إنها متورطة في جرائم فساد بشأن سرقتها وتهريبها إلى الخارج، ولم تتبن أي سياسيات نقدية من خلال البنك المركزي من الممكن أن تساهم في تطويق الأزمة بل على العكس تورطت في عمليات تهريب العملة الصعبة من محافظات الجنوب لخلق أزمة تعاقب بها المواطنين الأبرياء، وترسخ من خلالها تحالفها مع المليشيات الحوثية الإرهابية التي تذهب إليها العملة الصعبة.
وكذلك فإن الزيادة غير المبررة للسلع والخدمات بعد ساعات قليلة من أزمة العملة المحلية برهنت على أن هناك طرفا خفيا استهدف تعميق الأزمة بدلا من حلها، في الوقت الذي اتخذ فيه المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من القرارات الاقتصادية المهمة، وحاول بالإمكانيات المتاحة التعامل مع الأزمة، والتخفيف من حدتها.
لم يكن الجنوب ليستفيق من كل هذه الأزمات حتى طرأت أزمة جديدة ارتبطت بالوقود والذي انخفض ضخه بشكل مفاجئ ومن دون أي مقدمات ما برهن على أن عملاء الشرعية الذين يسيطرون على عملية توزيعه تلقوا تعليمات من قيادتهم باختلاق أزمة جديدة من الممكن أن يغوص فيها الجنوب للتغطية على مؤامرات أخرى قد يجري التخطيط لها في الوقت الحالي، وهو ما أدى إلى أزمة كهرباء طاحنة تعاني منها العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب الأخرى.
ونفد مخزون وقود الديزل، في عدد من محطات الكهرباء في عدن أمس الأربعاء، وسط توقعات بخروجها تدريجيا عن الخدمة، فيما جددت مؤسسة الكهرباء بالعاصمة، مناشدتها للجهات المعنية بضرورة الإسراع في تدبير احتياجاتها من الوقود قبل خروج جميع المحطات، لكن من دون أن يكون هناك أي استجابة لتلك النداءات بالتزامن مع استمرار تهريب نفط شبوة إلى المليشيات الحوثية.
بالرغم من كل هذه الأزمات فإن الجنوب يظل صامدا ولن تهزه أي محاولة عبثية من جانب الشرعية، إذ أن أبناء الجنوب يدركون أنها جزء من حروب أكبر تشنها قوى إقليمية معادية تستهدف إخضاعهم وهو ما تكون نتائجه زيادة التماسك الشعبي في وجه هذه المؤامرات ويظهر ذلك واضحا في الفعاليات الاحتجاجية والإضرابات والاعتصامات التي لا تخلو منها المحافظات الخاضعة لسلطة الإخوان.
يؤشر صمود الجنوب على أن قضية الجنوب العادلة سوف تنتصر لا محالة وأن تحرير التراب الجنوبي سيصبح واقعا يفتخر به كل جنوبي، وسوف يتذكر التاريخ كل ممارسات الخسة التي ارتكبتها الشرعية الإخوانية كما سيسطر بحروف من ذهب وقائع صمود أبناء الجنوب في وجه قوى الاحتلال اليمنية.