اعتقال سالم لصعر.. مساعٍ إخوانية لجر شبوة إلى مربع الفوضى
لم تكتفِ مليشيا الشرعية الإخوانية، بفتح الطريق أمام المليشيات الحوثية الإرهابية صوب شبوة، لكنّها واصلت انتهاكاتها في المحافظة، التي لطالما ضاق مواطنوها ذرعًا مما ارتكبته المليشيات من اعتداءات.
تفاصيل اختطاف سالم لصعر
ففي عدوان جديد، اختطفت مليشيا الشرعية الإخوانية سالم لصعر نائب مدير الإدارة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية الصعيد، وذلك عند نقطة الكهرباء في المدخل الغربي لمدينة عتق.
وأقدمت عناصر من المليشيات الإخوانية، على الاستيلاء على ممتلكات لصعر، وتحديدًا سيارته وأمواله وهاتفه الجوال، وتم اقتياده إلى أحد السجون السرية التابعة للمليشيات.
واستولت عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية على ممتلكاته من سيارة وهاتف جوال ومبالغ مالية واقتادته إلى احد سجونها السرية.
لا يعرف مصير لصعر حتى كتابة هذه السطور، إلا أن المعلومات المتاحة بشأن الواقعة تشير إلى مرتكبي عملية الاختطاف يتبعون تنظيميًّا ما تعرف بمليشيا القوات الخاصة، وأن الجريمة ارتكبت مع الساعات الأولى لفجر اليوم الجمعة.
يأتي هذا فيما كشف ناشطون إعلاميون، أنّ جريمة اختطاف سالم لصعر جاءت خلال توجّهه المستشفى، وهو ما أثار تخوفات على حالته الصحية، لا سيّما أن المليشيات الإخوانية تملك سجلًا حافلًا في الإهمال الصحي للمعتقلين في السجون، وهو ما يعرض حياتهم للخطر.
وفيما أثار اختطاف سالم لصعر غضبًا جنوبيًّا على صعيد واسع، فقد جاءت الجريمة في ظل أوضاع ملتهبة في محافظة شبوة، إذ تمدّدت المليشيات الحوثية على الأرض، مستغلة انسحابًا للمليشيات الإخوانية، كان قد بدأ في الأساس من مركز الصومعة بمحافظة البيضاء المحاذية لمحافظتي أبين وشبوة.
في الوقت نفسه، تحاول مليشيا الشرعية بث حالة من الرعب في كل أرجاء شبوة، بعدما شهدت المحافظة هذا الأسبوع، احتجاجات صاخبة على فساد السلطة الإخوانية وما تمارسه من قمع وانتهاك على صعيد واسع ضد المواطنين الجنوبيين، وكذا تعمّدها إثارة الأزمات المعيشية أمام المواطنين.
مظاهرات ضد السلطة الإخوانية
على الأرض، شهدت مناطق عنق والروضة ونصاب وحبان والصعيد تظاهرات حاشدة، هتف المشاركون فيها ضد السلطة الإخوانية، وطالبوا برحيل السلطة الإخوانية التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو، والذي يشرف بنفسه على جرائم القمع والانتهاك التي ترتكب ضد المواطنين.
وبدى من الواضح أن مليشيا الشرعية الإخوانية في شبوة تحاول الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي نظرًا للتلاحم الشعبي الجارف ورائه، إذ تتوسع السلطة الإخوانية في جرائمها ضد رجال المجلس الانتقالي؛ بغية عرقلة تحركاته لحماية مواطنيه من بطش الإخوان.
إلى جانب سالم لصعر، فقد أقدمت المليشيات الإخوانية، هذا الأسبوع أيضًا، على اعتقال عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي ناصر صالح التومة القميشي، خلال قمع الاحتجاجات في المحافظة.
وتصر مليشيا الشرعية على إشهار سلاح القمع في مواجهة الغضب الشعبي الجارف من احتلالها لمحافظة شبوة، وقد توسّعت على مدار الفترات الماضية، في إنشاء سجون سرية، تمارس فيها أبشع صنوف الاعتداءات ضد الجنوبيين، سواء مواطنين أو عسكريين أو سياسيين.
في الوقت نفسه، تسعى مليشيا الشرعية الإخوانية لاستفزاز القيادة الجنوبية وذلك من أجل توسيع دائرة الصدام، وهو ما يتيح لها فرصة الانقضاض بشكل أكثر قمعًا على احتجاجات شبوة.
وتحاول مليشيا الشرعية، إخراج المظاهرات عن دائرة السلمية، وذلك لتحويل شبوة إلى مسرح لأعمال عنف، تفرض خلالها المليشيات من قبضتها العنيفة، التي لا تقتصر رغبتها على السيطرة على المحافظة سياسيًّا وحسب، لكن الأمر يشمل أيضًا سعيًّا للهيمنة على ثرواتها النفطية.
في مقابل هذه المساعي الإخوانية، فإنّ المجلس الانتقالي حثَّ المواطنين على الالتزام بسلمية المظاهرات حفاظًا على الأرواح والممتلكات وتفاديًّا لسيناريو الفوضى، وهو ما شكّل ضربة قاسمة لمساعي المليشيات الإخوانية في هذا الصدد.