سياسات هادي والأحمر.. حوثي ضعيف أظهرته الشرعية قويًّا
"حوثي ضعيف أظهرته الشرعية قويًّا".. هذه حقيقةٌ أثبتها الواقع، تُستلخص من واقع ما جرى ويجري ويُتوقع أن يجري على الساحة.
فمنذ عام 2014، لم تحرز المليشيات الحوثية تقدمًا ميدانيًّا إلا وتفوح منه رائحة خذلان إخواني، من خلال سحب عناصر مليشيا الشرعية لتُفسِح المجال أمام المليشيات المدعومة من إيران، للتقدم على الأرض.
تُمكّن الحوثيين من إطالة أمد الحرب وصولًا إلى الحد الراهن، إلى جانب الاستمرار في تهديد الجنوب والتمدّد أكثر على أراضيه، لا يرجع إلى قوة حوثية بقدر ما يعود الأمر إلى السياسات التي اتبعتها الشرعية على مدار الفترات الماضية.
الحديث عن سياسات الشرعية تجعل الأنظار تتجه إلى شخصين على وجه التحديد، أحدهما المؤقت عبد ربه منصور هادي الذي يسخر منه الكثيرون ويصفونه بـ"النائم"، في إشارة إلى أنَّ الرجل الذي تخطى عمره ثلاثة أرباع قرن من الزمن، بعيد عن المشهد بشكل كامل.
ظهور منصور هادي مقتصر على مجرد لقاءات بروتوكولية، مع مسؤولين إقليميين ودوليين، يُدلي الرجل خلالها بتصريحات متشابهة ومتكررة، عن ضرورة وقف الحرب وأهمية دعوة المليشيات الحوثية للسلام، دون أن يُحدث ذلك أي أصداء على أي صعيد.
في الوقت نفسه، يترك هادي إدارة الأمور عمليًّا لعجوز آخر، هو الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي تحاصره الإدانة بدعم الإرهاب وارتكاب جرائم فساد، علمًا بأن هذا الرجل يدير الكثير من الأمور في معسكر الشرعية ويتحكم في بوصلتها.
الأحمر، شأنه شأن منصور هادي، يعتبر الحرب الجارية في اليمن مجرد استثمار، إذ تُمكّنه حالة الوهن المُسيطرة على الشرعية، من التوسع في ارتكاب جرائم نهب وفساد لا سيّما لثروات الجنوب من جانب، وفي الوقت نفسه المحافظة على علاقات تقارب متينة مع الحوثيين، فُضِح أمرها بعدما حاول الرجل لفترات طويلة أن يحافظ عليها في نطاق السرية.
الأحمر يتحمل مسؤولية القوة المصطنعة التي يتظاهر بها الحوثيون، ولعل واقعة سبتمبر 2014 ستظل تلاحقه، وذلك عندما تنكَّر الرجل على هيئة زوجة سفير، وفرّ من صنعاء على الرغم من أن كان يقود الفرقة العسكرية الأولى، والتي كانت مزودة بعتاد ضخم، وكان بإمكانها أن توقف الـ20 طقمًا حوثيًّا التي هاجمت صنعاء في ذلك التوقيت.
هروب الأحمر من مواجهة الحوثيين، تبعه بسجل آخر من الخيانة، وذلك عندما أشرف على تسليم الكثير من المواقع للمليشيات الحوثية، على نحو مكَّن "الأخيرة" من بسط سيطرتها على (الشمال).
سياسات الأحمر التي حوّلت الشرعية إلى معسكر مهزوم في مواجهة الحوثيين، أظهرت أيضًا استئسادًا على الجنوب، إذ استمرت البوصلة الإخوانية موجهة ضد الجنوب بغية احتلال أراضيه، وبات الشغل الشاغل لهذه المليشيات هو السيطرة على الجنوب.
في الوقت نفسه، فإنّ محسن الأحمر الذي لا يولي الحرب أي اهتمام، يملك الكثير من الاستثمارات في مناطق تخضع للنفوذ الحوثي، والأكثر من ذلك أنّ هذه الاستثمارات تحظى بتأمين كامل من قبل المليشيات المدعومة من إيران.
سياسات المؤقت هادي والإرهابي الأحمر، تسبّبت في وهن الشرعية بشكل كبير، كما أنّها أظهرت المليشيات الحوثية، وكأنها طرف قوي بالنظر إلى حجم السيطرة الميدانية والجغرافية التي يملكها بسبب خيانات وتآمر الشرعية على صعيد واسع.
القوة الحوثية المصطنعة التي تسبّبت الشرعية في إظهارها، يدفع ملايين السكان ثمنها البشع، وذلك فيما يخص إطالة أمد الحرب حتى الوقت الراهن، وما نجم عن ذلك من أزمات إنسانية، تصنفها الكثير من البيانات والإحصاءات الدولية بأنها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
على الجانب الآخر، فقد أثبت الجنوب وهن الحوثيين وذلك بالنظر إلى حجم الانتصارات العسكرية على المليشيات وإفشال أجندتها التوسعية ضد الجنوب، على الرغم من أن المواجهة ليست متكافئة، بالنظر إلى حجم الدعم المسلح الذي يتلقفه الحوثيون من إيران.