الانتقالي يقود اصطفاف الجنوب ضد إرهاب الشمال
رأي المشهد العربي
حصد المجلس الانتقالي الجنوبي ثمار ما زرعه في الجنوب طيلة السنوات الماضية، وذلك بعد أن نجح في تهيئة أبناء الجنوب نحو الاصطفاف الشعبي والأمني والعسكري لصد مؤامرات قوى الاحتلال الشمالية، وهو ما سيكون له نتائج إيجابية على الأرض بعد أن أضحى الجنوب كتلة واحدة تتحرك في مسارات مختلفة لتقويض ممارسات القوى الإرهابية القادمة من المحافظات الشمالية.
جاءت ردة الفعل الشعبية على القرارات المهمة التي اتخذها الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لدحر الإرهاب الحوثي ـ بفرض حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد القصوى لكافة التشكيلات الأمنية والعسكرية - كاشفة عن البذور الصالحة التي غرسها الانتقالي في أبناء الجنوب بعد أن تركز خطابه على وحدة الصف وسعيه الدؤوب للوصول إلى حالة من التوافق تقود لتحقيق هدف أسمى يرتبط باستعادة الدولة كاملة السيادة.
إذا نظرنا إلى قرارات وتحركات المجلس الانتقالي بشأن وحدة الصف الجنوبي فإنها جاءت على رأس أولويات عمله، ولم تشغله الأزمات والمشكلات الجنوبية المتفاقمة عن السعي للوصول إلى نقاط اتفاق مشتركة من الممكن أن تشكل أساس تكتل الجنوب في وجه قوى الإرهاب المحتلة، وهو أمر لمسه أبناء الجنوب الذين استجابوا لكافة النداءات التي وجهها المجلس خلال السنوات الماضية وعبروا بصدق عن أن هناك كتلة صلبة لا يمكن أن تكون لقمة سائغة في وجه القوى المعادية.
نتائج ما غرسه الانتقالي في الجنوب ظهرت عبر المشاركة الشعبية الفاعلة في أسبوع الغضب الجنوبي ضد الشرعية الإخوانية في محافظات عديدة على رأسها حضرموت وشبوة، وبدا أن هناك إدراكا شعبيا بأهمية التحرك في ذلك الوقت تحديدا للتعامل مع التنسيق الحوثي الإخواني، وعبرت انتفاضة الجنوب عن أن هناك قوة سياسية صلبة يستند عليها المتظاهرون الذين خرجوا في مديريات ومناطق عديدة ونادوا بطرد الاحتلال.
قاد المجلس الانتقالي الجنوبي المظاهرات والاعتصامات وفعاليات العصيان المدني في شبوة وحضرموت، وبرهن مجددا على أنه الممثل الشرعي عن أبناء الجنوب، وأن هناك حالة من التناغم بينه وبين شعب الجنوب أفضت إلى الوصول للحالة الثورية التي وجدت الشرعية نفسها غير قادرة على وأدها، واستخدمت العنف المفرط ومارست الانتهاكات بحق المواطنين لكنها لم تستطع أن تُطفئ شعلة الغضب المتوقع تمددها خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وفي المقابل فإن أبناء الجنوب لم يترددوا في دعم أي جهود عسكرية للقوات المسلحة الجنوبية، وظهرت موجات التأييد الجارفة لمواجهة خطر المليشيا المدعومة من إيران، وطردها من على حدود الجنوب، وعبر المواطنون عن اصطفافهم خلف الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لحماية الجنوب وشعبه، وردع الطامعين في الأرض والثروات، من قوى صنعاء، وتعهدوا بالدفاع عن الجنوب من قوى نفوذ صنعاء.
بالطبع ستكون معركة الانتقالي مع القوى المحتلة صعبة لكن هناك جملة من مقومات النجاح التي تبرهن على أن الجنوب سيكون منتصرا في تلك المعركة، على رأسها بلا شك الاصطفاف الشعبي والعسكري والأمني غير المسبوق وحالة الاستنفار التي عبرت عنها وحدات المجلس الانتقالي في المديريات والمحافظات المختلفة، إضافة إلى رصانة الانتقالي التي تجيد التعامل مع محاولات غزو الجنوب وأحبطت من قبل محاولات عديدة استهدفت بعثرة أوراق الحل السياسي، وإدخال الجنوب في فوضى مفتعلة.
يمكن القول إن الانتقالي حصد أيضًا ما زرعه خلال السنوات الماضية عبر تدشينه علاقات دبلوماسية مع أطراف عربية وإقليمية فاعلة، ما ينبئ بقدرته على حشد الرأي العام الدولي والعربي لتصحيح مسار معركة مواجهة المليشيات الحوثية أولا ثم تهيئة الأوضاع لاستعادة دولة الجنوب.