الخطة ب.. سيناريو الشرعية لإغراق عدن في الفوضى
في الوقت الذي فشلت فيه الشرعية، في استهداف الجنوب عبر الزج بعناصر تخريبية في المظاهرات التي شهدتها العاصمة، فقد حرّكت المليشيات الإخوانية كتائبها الإلكترونية، لبث الفوضى في عدن، عبر سيل من الأكاذيب.
فعلى مدار الساعات الماضية، وفيما بدا أنه عمل منظم بشكل كبير، حرّكت الشرعية كتائبها الإلكترونية، لإطلاق عديد الشائعات عن الأوضاع في العاصمة عدن، في محاولة أولًا لضرب استقرارها، إلى جانب العمل على محاولة إثارة المواطنين ضد قيادتهم السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
وسعت مليشيا الشرعية، لإثارة فوضى عارمة في العاصمة عدن، من خلال إطلاق عناصر مندسة وسط المحتجين، وهو ما حذّر منه المجلس الانتقالي.
في الوقت نفسه، تولت الأجهزة الأمنية في العاصمة حماية المتظاهرين السلميين، وهو ما أكّده المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري الذي أكّد في الوقت نفسه، أنَّ هناك من استغلّ المطالب الشعبية لتنفيذ أجندة لجهات معادية.
بحسب المتحدث، فإن هذه الجهات – في إشارة إلى الشرعية – عملت على إرباك أجهزة الأمن وتهديد الاستقرار والسكينة العامة للمواطنين في عدن، وتصدير هذه الحالة من الفوضى إلى شتى محافظات الجنوب.
وفي الوقت الذي فشلت فيه الشرعية في إثارة الفوضى خلال الاحتجاجات التي اندلعت رفضًا لسياسة الحصار الاقتصادي اذلي فُرض على الجنوب وحرب الخدمات التي يتعرض لها المواطنون، فقد لجأت المليشيات الإخوانية إلى الخطة ب في محاولة لتأليب المواطنين الجنوبيين على قيادتهم السياسية.
وكان الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد شدّد على المتظاهرين، على أهمية أن تقترن احتجاجاتهم السلمية بسلوك حضاري يجسد قيم ومبادئ وأخلاقيات شعب الجنوب وثورته التي عرفها العالم كأول ثورة سلمية في الوطن العربي.
كما حذّر الرئيس الزُبيدي، من مغبة تجيير مثل هذه الفعاليات المشروعة لأهداف غير وطنية أو لتصفية حسابات سياسية، أو افتعال الفوضى والتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
تحلِّي المظاهرات في عدن بالسلمية الكاملة، أمر يراه محللون يضرب أجندة الشرعية في مقتل، فهذا الفصيل الذي تتحكم فيه أجندة إخوانية يسعى بشكل واضح، للعمل على إثارة نعرات أمنية في كل أرجاء الجنوب، بما يفتح الباب أمام فوضى عارمة، تمكّن مليشيا الشرعية من الانقضاض على العاصمة.
ويُجمع محللون، على أن هدف الشرعية من الانقضاض على الجنوب لا يقتصر على كونه محاولة للسطو على موارد الجنوب ونهب ثرواته، بقدر ما يمثّل الأمر رغبة في فرض احتلال عسكري وهيمنة سياسية، تصادر على الجنوبيين حق استعادة الدولة، وتستهدف الإجهاز على النجاحات التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية.
وفي مواجهة هذا المخطط الإخواني، فقد أشهر المجلس الانتقالي الجنوبي شعار الحسم والحزم من أجل التصدي للمخططات التي تُحاك ضد الجنوب، وتجلّى ذلك واضحًا بإعلان حالة الطوارئ في عدن، في خطوة تهدف إلى بسط الأمن في العاصمة.
وعلى الأرض، بدأت القيادة التنفيذية اتخاذ خطوات جادة لفرض الأمن في العاصمة، إذ ترأس عضوا هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المهندس عدنان الكاف وكيل العاصمة عدن لشؤون التنمية، والمهندس نزار هيثم رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن، اجتماعًا مشترًا للسلطة المحلية وانتقالي العاصمة عدن لتنفيذ إعلان حالة الطوارئ بالعاصمة.
الاجتماع أسفر عن التوجيه بتشكيل لجان مشتركة من قيادة السلطة المحلية وقيادة المجلس وصندوق النظافة ومديري الشرط واللجان المجتمعية في عموم مديريات العاصمة، تكون في حالة انعقاد دائم، بالإضافة إلى تشكيل غرف عمليات في جميع المديريات وربطها بغرفة عمليات ديوان عام العاصمة.
في الوقت نفسه، وجَّه الاجتماع، بتكليف مديري عموم المديريات بتشكيل وتحديد أسماء أعضاء لجان المجلس واللجان المشتركة المكونة من السلطة المحلية واللجان المجتمعية في المديريات، وكذا المهام المناطة بهم، وتوزيعها في المديريات، والرفع بها إلى قيادة السلطة المحلية.
تحركات المجلس الانتقالي، هدفت بشكل واضح إلى تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العاصمة، بما يُجنّبها سيناريوهات ومحاولات جرّها إلى مربع الفوضى، لا سيّما أنها تمثّل الهدف الأكبر الذي يسعى له أعداء الجنوب، وتحديدًا الشرعية.