صباحكم حوار
محمد العولقي
* والله حاجة تفتح النفس، وتدفع في جسدك المنهك لترات من الثقة بالقادم، تلك اللقاءات الجنوبية بين قيادات تاريخية لها وزنها السياسي الدولي، وثقلها الشعبي الداخلي، ومكونات جنوبية تلتئم تحت سقف الحاجة لبرمجة القادم الصعب، حتى لا يأكل الجنوبيون في اليوم الذي أكل فيه الثور الأبيض..
* كل جنوبي غيور على قضيته استقبل الصور التي طارت من (أبو ظبي)، وجمعت قيادات من المجلس الانتقالي بقيادات تاريخية جنوبية بارتياح كبير، ومصافحة حميمية شديدة الشبه بمصافحة أشعة شمس الصباح جبين رابية خضراء جنوبية، وعقبال حوار داخلي يوحد كل المكونات الجنوبية وينبذ الفرقة والغيرة العمياء..
* عندما ينصت كل جنوبي عاقل ومتزن إلى صوت العقل، ويؤجل تداعيات العاطفة تثمر الفكرة عن تقارب جنوبي، أحوج ما نكون إليه من أي وقت مضى..
* الجسد الجنوبي مثخن بالجراحات والمماحكات السياسية، وعلاجه النهائي بيد (كونسلتو) التقارب والتفاهم، وردم (هوة) التباعد والانشقاق، علاج الجنوب الناجع بيد قياداته السياسية التاريخية التي تمتلك حلولا تنتصر لهذا الشعب المكافح والمظلوم منذ أكثر من نصف قرن..
* نشعر أن الجسد الجنوبي سيتعافى ويبرأ من جراحه وآلامه عند تشخيص مرضه السياسي المزمن، ولعل لقاءات الجنوبيين مع بعضهم في (أبوظبي)، وضعت اليد على منطقة الألم، ولم يتبق إلا أن يستخرج المتحاورون (روشتة) علاج تقضي على مرضه وآلامه إلى الأبد..
* لا شك أن قيادات الجنوب السابقة مضغت الكثير من الأخطاء بحق هذا الشعب، والفرصة تبدو مواتية لفتح صفحة جديدة تكفر عن تلك الأخطاء، وتضع إرادة الشعب الجنوبي فوق مستوى خلافات الماضي..
* شعب الجنوب، من عدن إلى المهرة هلل وكبر، وهو يشاهد إنسيابية الصور التي تجمع رئيسه السابق طيب الذكر (علي ناصر محمد) بكتيبة المجلس الانتقالي ومكونات جنوبية أخرى، طار الجنوبيون فرحا، وهم يمطرون صورة الرئيس الأسبق والقيادات الجنوبية بملايين من القبل الحارة، التي عكست روحا جنوبية جديدة تتشكل عن ثقة بالله وقضية الجنوب..
* لقد راهن أعداء الجنوب على شق الصف الجنوبي السياسي، وخلق أزمة شعبية طاحنة تهتك عرض (التصالح والتسامح)، لكن انفتاح الجنوبيين على بعضهم وحّد الشارع الجنوبي، وجعل قضيته العادلة على مرمى حجر من العالم..
* ليس هناك ما هو أفضل من الإنصات لخبير سياسي محنك مثل الرئيس الأسبق (علي ناصر)، ليس لأنه (جنوبي) ويفهم أبعاد اللعبة السياسية، ويعلم من أين تؤكل الكتف فقط، ولكن لأنه يمتلك مفاتيح سياسية مؤثرة كفيلة بفتح الأبواب المغلقة أمام قيادات ومكونات الجنوب الأخرى، التي تؤمن بأحقية شعب الجنوب في تقرير مصيره..
* الجنوب في حاجة ماسة إلى نبذ العنف، وفرملة الأعصاب المشدودة التي تغذيها انفعالات حزبية مشخصنة، والابتعاد عن المراهقات الكيدية المناطقية، وكما قلت سابقا الجنوب بحاجة إلى (ميثاق شرف) جنوبي يمنع التخوين، ويحرم الإساءات (الفيسبوكية)، ويجرم التصادمات العسكرية البعيدة عن منطق البيت الواحد والأسرة الواحدة..
* سكرتير الرئيس الأسبق، الإعلامي (جابر محمد) كال الكثير من المدح والإطراء بحق المهندس (عدنان الكاف)، ووصفه بأنه وجه حضاري مشرق للقيادي الجنوبي المقنع فكرا ومنطقا، ولعله أصاب كبد الحقيقة، لأن الجنوب مليء بالكفاءات في مختلف المجالات، والمهندس (عدنان الكاف) يمثل الأنموذج الرائع لسلوك جنوبي يستعد لطرح عملاته في سوق العمل، عندما تحين ساعة البناء الجديد..
* واصلوا هكذا لقاءات هادفة، وحوارات تبني جسور الثقة بين كل الأطياف الجنوبية المؤيدة والمعارضة، فالهمّ واحد، والجنوب يتسع للكل دون استثناء.. دعوا أبواب الحوار مفتوحة على مصراعيها، لا تَخُوْنوا ولا تُخَوِّنوا.. أهلا بكل عقل جنوبي مفتوح على الشمس والهواء والماء. قال الله تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».. صباحكم حوار يرفع من تفاؤل الشارع الجنوبي إلى الدرجة القصوى..!