لا وطنية الشرعية.. خسر البيع يا إخوان
رأي المشهد العربي
تحل ذكرى 26 سبتمبر، التي تتغنى فيها الشرعية الإخوانية بما تسميه يوم الوطنية، وهي تمارس ما يمكن اعتبارها أكثر صنوف اللاوطنية في التاريخ الحديث.
عديد من المواقف أثبتت فيها الشرعية مفهوم اللا وطنية، ليس أقلها مثلًا حشرها مجموعة من البشر في موقع غير مُؤمَّن، لتنظيم احتفالية تدعي بها الشرعية أنها موجودة على الأرض ولها مؤيدوها والمحتشدون من أجلها، لكن هؤلاء البشر كانوا في مرمى صاروخ بالستي حوثي أراق دماءً كثيرة.
حدث ذلك في محافظة حجة، إذ لم تمانع الشرعية أبدًا تعريض حياة الناس لهذا الموت الفظيع مقابل مشهد مصطنع تسعى لتحويله إلى مكسب سياسي ضمن البروباجندا الإخوانية المعروفة.
إخوان الشرعية الذي يتغنون بالوطنية منذ ساعات الصباح، وربما منذ أيام، يمارسون حاليًّا واحدة من أبشع صنوف الخيانة، إذ يُسلمون أرضهم وأرض غيرهم - الجنوب - لعدو قاتل يتقن الإرهاب إتقانًا، وينشر الموت تطايرًا، تمامًا كما تتطاير أوراق الشجر في أكثر ليالي يناير برودة.
وليس هناك من دليل على ذلك أكثر وضوحًا مما قالته المليشيات الحوثية التي وجدت أنّ مهمة نقل الأسلحة من المواقع التي انسحبت منها مليشيا الشرعية الإخوانية كانت أكثر صعوبة من السيطرة التي تمت أصلًا دون إطلاق رصاصة واحدة.
وبات واضحًا ومؤكّدًا كيف فشلت الشرعية الإخوانية في الترويج لنفسها على أنّها طرف وطني محبًا لأرضه وهويته، لكن الواقع الذي فرض نفسه حقيقة دامغة أنّ هذا الفصيل يلهث وراء مصالحه وينشغل فقط بالعمل على تحقيق مكاسبه التي تبعد تمام البعد عن المفاهيم الوطنية.
وتبقى الصفعة الأكبر التي تلقتها الشرعية هي حجم الهجوم اللا مسبوق عليها، بعدما أثبتت نفسها طرفًا خائنًا يبيع أرضه وأرض غيره للعصابات من أجل حفنة من الدولارات.