خسائر الحاضر تدفع الشرعية للرقص على أطلال الماضي

الأحد 26 سبتمبر 2021 22:35:00
testus -US

تحاول الشرعية الإخوانية التشبث بأي مناسبة تاريخية للتأكيد على انتصاراتها وتسعى جاهدة لتنظيم فعاليات لتؤكد من خلالها على أنها لديها رصيد تاريخي يشفع لها خسائرها المتتالية في الحاضر بعد أن سلمت جبهات الشمال وفقدت مواقعها في المحافظات التي كانت تحت سيطرتها في الوقت الذي تواجه فيه صمود جنوبي يجعلها تفقد القدرة على تعويض خسائرها.

تبرهن محاولات الشرعية توظيف تاريخ 26 سبتمبر للتأكيد على نجاحاتها في الماضي والذهاب باتجاه إيقاد شعلة في تلك الذكرى كدلالة رمزية على أنها تجنح إلى التاريخ من أجل محو سلسلة خياناتها وخسائرها على الأرض، وتسعى جاهدة لإبراز أي نقاط بيضاء من وجهة نظرها لتحسين صورتها القاتمة، في حين أنها أضحت في الوقت الحالي خاضعة لمليشيات الإخوان التي لم يكن لديها أي حضور تاريخي.

توظف الشرعية الإخوانية الأحداث التاريخية من أجل التغطية على الهزائم التي مُنيت بها في الحاضر، وتحاول الربط بين ما جرى في الماضي وأحداث حالية لتبرئة ذمتها من اتهامات الخيانة التي تلاحقها منذ أن سلمت صنعاء للمليشيات الحوثية الإرهابية، وتبعث برسائل إلى أتباعها بأنها قادرة على أن تكون رقمًا مهمًا في معادلة الحل بالرغم من كونها فقدت غالبية المواقع التي كانت تسيطر عليها وانكشفت خيانتها أمام التحالف العربي وفي موقف ضعف أمام المجلس الانتقالي الجنوبي الذي طردها مجاميعها الإرهابية من العاصمة عدن.

يرى مراقبون أن الشرعية تعمل على تزييف الحقائق من خلال الفعاليات التي تنظمها احتفاء بالأحداث التاريخية السابقة، وليس بإمكانها ذكر مواطن الهزيمة العديدة التي تعرضت لها، وهو ما يجعل هناك توجيها سياسيًا نحو الاحتفاء بتلك المناسبات التي لا تجذب المواطنين لإدراكهم بأن الشرعية لم يعد وجود لها وأنها تحولت إلى مجموعة من المليشيات الإرهابية التي تتحكم في سلطة اتخاذ القرار داخلها.

وتسببت وقاحة الشرعية ورغبتها في إظهار نفسها كطرف منتصر خلال الاحتفاء بذكرى 26 سبتمبر في مقتل خمسة أشخاص وإصابة 17 آخرين في قصف للمليشيات الحوثية الإرهابية، في إثبات حضورها إعلاميًا على الأقل في عدد من المناطق التي تتواجد فيها العناصر المدعومة من إيران، تحديدا في محافظة حجة.

تلقت قواعد التنظيم توجيهات من القيادي الإخواني المدعو عبدالله العليمي، بحشد المغرر بهم في مناطق متفرقة، لإيقاد شعلة ذكرى 26 سبتمبر لتلتقط عدسات الكاميرات صورها، لمنح الإعلام الإخواني مادة صحفية يروج لها على أنها احتفال بثورة تآمرت عليها الشرعية قبل الحوثيين.

ولأن الغرض إعلامي، لم تكترث الشرعية الإخوانية لحقد مليشيا الحوثي الإرهابية، فجمعت لها ما اعتبرتهم مناوئين تطالهم يدها الصاروخية، فقتلت بالقصف الصاروخي 5 وأصابت 17 آخرين.

وعلى الرغم من وحشية الجريمة، لم تعلن الشرعية الإخوانية ولا مليشياتها الرد على القصف بالقصف، ولا عن عملية عسكرية وهمية قريبة للرد على مصادر إطلاق الصاروخ ثأرًا للضحايا، بل اكتفت بتغريدة رخيصة للمدعو معمر الإرياني وزير إعلامها.

ويذهب متابعون للتأكيد أن الشرعية الإخوانية العاجزة عن التوعد لمليشيا الحوثي الإرهابية ولو إعلاميا، لن تثأر لضحاياها من تابعيها، لأن أقصى أمانيها الحضور الإعلامي والارتزاق من الصراع لأخر قطرة بدماء الأبرياء.